responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرسالة القشيرية نویسنده : القشيري، عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 76

ما رأيت أعبد من النورى، قيل: و لا الجنيد. قال: و لا الجنيد.

و قال النورى: كانت المراقع غطاء على الدر، فصارت اليوم مزابل على جيف.

و قيل: كان يخرج كل يوم من داره، و يحمل الخبز معه، ثم يتصدق به فى الطريق، و يدخل مسجدا يصلى فيه إلى قريب من الظهر؛ ثم يخرج منه و يفتح باب حانوته، و يصوم‌[1].

فكان أهله يتوهمون أنه يأكل فى السوق، و أهل السوق يتوهمون أنه يأكل فى بيته.

و بقى على هذا[2] فى ابتدائه عشرين سنة[3].

أبو عبد الله أحمد بن يحيى الجلاء

بغدادى الأصل، أقام بالرملة و دمشق. من أكابر مشايخ الشام ..

صحب أبا تراب، و ذا النون، و أبا عبيد البسرى: و أباه يحيى الجلاء.

سمعت محمد بن الحسين، رحمه اللّه، يقول: سمعت محمد بن عبد العزيز الطبرى يقول: سمعت أبا عمر الدمشقى، يقول: سمعت ابن الجلاء يقول:

قلت لأبى و أمى: أحب أن تهبانى للّه عز و جل. فقالا: قد وهبناك للّه عز و جل.

فغبت عنهما مدة، فلما رجعت كانت ليلة مطيرة، فدققت الباب، فقال لى أبى: من ذا؟ قلت: ولدك أحمد.

فقال: كان لنا ولد، فوهبناه للّه تعالى، و نحن من العرب لا نسترجع ما وهبناه.

و لم يفتح لى الباب.

و قال ابن الجلاء: من استوى عنده المدح و الذم، فهو زاهد. و من حافظ على الفرائض فى أول مواقيتها فهو عابد، و من رأى الأفعال كلها من اللّه، فهو موحد لا يرى إلا واحدا.

و لما مات ابن الجلاء نظروا إليه، و هو يضحك: فقال الطبيب: إنه حى.

ثم نظر إلى مجسته فقال: إنه ميت. ثم كشف عن وجهه، فقال: لا أدرى أهو ميت أم حى ..


[1] - بقية يومه.

[2] - و فى نسخة أخرى« و بقى على هذا النهج» أى الطريق: و هو أخفاء حاله فى عبادة ربه

[3] - و من كلامه:

« من وصل إلى وده، أنس بحبه .. و من توصل بالوداد، فقد اصطفاه اللّه من بين العباد».

« نعت الفقير السكون عند العدم، و البذل و الإيثار عند الوجدان» ..

نام کتاب : الرسالة القشيرية نویسنده : القشيري، عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست