responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرسالة القشيرية نویسنده : القشيري، عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 77

و كان فى داخل جلده عرق على شكل (للّه).

و قال ابن الجلاء، رحمه اللّه، كنت أمشى مع أستاذى، فرأيت حدثا جميلا، فقلت:

يا أستاذى، ترى يعذب اللّه هذه الصورة؟

فقال: أو نظرت إليه .. سترى غبه‌[1].

قال: فنسيت القرآن بعده بعشرين سنة[2].

أبو محمد رويم بن أحمد

بغدادى، من أجلة المشايخ. مات: سنة ثلاث و ثلاثمائة.

و كان مقرئا، و فقيها على مذهب داود[3].

قال رويم: من حكم الحكيم، أن يوسع على إخوانه فى الأحكام و يضيق على نفسه فيها، فان التوسعة عليهم اتباع العلم، و التضييق على نفسه من حكم الورع.

سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمى، رحمه اللّه، يقول: سمعت عبد الواحد ابن بكر يقول: سمعت أبا عبد اللّه بن خفيف يقول: سألت رويما، فقلت: أوصنى.

فقال: ما هذا الأمر، إلا ببذل الروح‌[4]، فان أمكنك الدخول فيه مع هذا، و إلا فلا تشتغل بترهات‌[5] الصوفية.

و قال رويم: قعودك مع كل طبقة من الناس أسلم من قعودك مع الصوفية، فان كل الخلق قعدوا على الرسوم‌[6]، و قعدت هذه الطائفة على الحقائق و طالب الخلق كلهم أنفسهم بظواهر الشرع، و طالب هؤلاء أنفسهم بحقيقة الورع، و مداومة الصدق، فمن قعد معهم و خالفهم فى شئ مما يتحققون به نزع اللّه نور الإيمان من قلبه.


[1] - غبه: عاقبته.

[2] - و من أقواله:

« سمت همم المريدين إلى طلب الطريق إليه، فافنوا نفوسهم فى الطلب، و سمت همم العارفين إلى مولاهم فلم تعطف على شئ سواه.

الحق استصحب أقواما للكلام، و استصحب أقواما الخلة .. فمن استصحب الحق لمعنى ابتلاه بأنواع المحن .. فليحذر أحدكم طلب رتبة الأكابر.

« ... من بلغ بنفسه إلى رتبة سقط عنها، و من بلغ به ثبت عليها.

[3] - داود الظاهرى: و هو أبو سليمان، داود بن على بن خلف الأصبهانى، أحد الأئمة المجتهدين فى الإسلام تنسب إليه الطائفة الظاهرية، و سميت بذلك لأخذها بظاهر الكتاب و السنة و اعراضها عن التأويل و الرأى و القياس. مولده فى الكوفة سنة 201 ه، و توفى ببغداد سنة 270 ه.

[4] - أى بذل الجهد فى الطاعات و الإعراض عن المحرمات.

[5] - جمع ترهة: و هى الأباطيل و الخرافات.

[6] - أى أكتفوا بالأعمال الظاهرية.

نام کتاب : الرسالة القشيرية نویسنده : القشيري، عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست