من أهل دمشق، صحب أبا سليمان الدارانى و غيره، مات سنة، ثلاثين و
مائتين. و كان الجنيد يقول: أحمد بن أبى الحوارى: ريحانة الشام.
سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمى يقول: سمعت أبا أحمد الحافظ يقول:
سمعت سعيد بن عبد العزيز الحلبى يقول: سمعت أحمد ابن أبى الحوارى
يقول:
من نظر إلى الدنيا نظر إرادة و حب لها أخرج اللّه نور اليقين و الزهد
من قلبه.
و بهذا الإسناد يقول: من عمل عملا بلا اتباع سنة رسول اللّه صلى
اللّه عليه و سلم، فباطل عمله.
و بهذا الإسناد قال أحمد بن أبى الحوارى:
أفضل البكاء: بكاء العبد على ما فاته من أوقاته على غير الموافقة[3].
و قال أحمد: ما ابتلى اللّه عبدا بشئ أشد من الغفلة و القسوة.
[1] - و قال: أفضل الأعمال رعاية السر عن الالتفات إلى
شئ غير اللّه ..
و قال: القلوب أوعية فاذا امتلأت
من الحق فاضت زيادة أنوارها على الجوارح.
و قال: الصبر زاد المضطرين، و
الرضا درجة العارفين.
و قال: حقيقة المحبة معرفته تعالى
بالقلب، و ذكره باللسان. مع الحضور و الاحترام، و رفع الهمة عن كل ما سواه.
[2] - يروى أنه طلب العلم ثلاثين سنة، فلما بلغ، حمل
كتبه إلى البحر فأغرقها، و قال: يا علم، لم أفعل بك هذا هوانا بك و لا استخفافا
بحقك، بل كنت اطلب لأهتدى بك إلى ربى و الآن استغنيت عنك.
و من حكمه:« لا دليل على اللّه
سواه» و« إذا حدثتك نفسك بترك الدنيا عند إدبارها فهو خدعة، و إذا حدثتك بتركها
عند إقبالها فذاك».