من قرية يقال لها: «كورداباذ» على باب مدينة نيسابور، على طريق
«بخارى».
كان أحد الأئمة و السادة[1].
مات سنة نيف و ستين و مائتين.
قال أبو حفص: المعاصى بريد[2]
الكفر، كما أن الحمى بريد الموت.
و قال أبو حفص: إذا رأيت المريد يحب السماع فاعلم أن فيه بقية من
البطالة.
و قال: حسن أدب الظاهر عنوان حسن أدب الباطن.
و قال: الفتوة: أداء الإنصاف، و ترك مطالبة الإنصاف[3].
سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت أبا الحسن محمد بن موسى يقول: سمعت
أبا على الثقفى يقول: كان أبو حفص، يقول: من لم يزن أفعاله و أحواله فى كل وقت
بالكتاب و السنة، و لم يتهم خواطره، فلا نعده فى ديوان الرجال[4].
[1] - هو أول من أظهر طريقة التصوف بنيسابور. صحب ابن
خضرويه و الأبيوردى و كان حدادا فبينما غلامه ينفخ غاب فكره فى ذكر محبوبه ففنى عن
الحس البشرى و نسى أن يخرج الحديد من الكير بالآلة فأخرجه بيده؛ فصاح الغلام:
الحديد فى يدك بلا آلة. فرماه به، و خرج سائحا فى البريه و هو يقول: شرط المحبة
الستر و الكتمان لا الافتضاح و الإعلان.
و من كلامه: الزاهد حقا لا يذم
الدنيا و لا يمدحها و لا ينظر إليها. و لا يفرح بها إذا أقبلت و لا يحزن عليها إذا
أدبرت« و سئل عن التوبة، فقال: ليس للعبد من التوبة شئ، لأن التوبة إليه، لا منه».