نام کتاب : الرسالة القشيرية نویسنده : القشيري، عبد الكريم جلد : 1 صفحه : 489
و يجوز أن يكون فعيلا بمعنى مفعول، كقتيل
بمعنى مقتول، و جريح بمعنى مجروح، و هو الذى يتولى الحق، سبحانه، حفظه و حراسته
على الإدامة و التوالى، فلا يخلق له الخذلان الذى هو قدرة العصيان، و إنما يديم
توفيقه الذى هو قدرة الطاعة، قال اللّه تعالى:
«وَ هُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ»[1].
فصل
فان قيل: فهل يكون الولى معصوما؟
قيل: أما وجوبا، كما يقال فى الأنبياء فلا، و أما أن يكون محفوظا حتى
لا يصر على الذنوب إن حصلت هنات أو آفات أو زلات، فلا يمتنع ذلك فى وصفهم.
و لقد قيل للجنيد: العارف يزنى يا أبا القاسم؟
فأطرق مليا[2]، ثم رفع
رأسه و قال: «وَ كانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً»[3].
فصل
فان قيل: فهل يسقط الخوف عن الأولياء؟
قيل: أما الغالب على الأكابر فكان الخوف، و ذلك الذى قلنا فيما تقدم
على جهة الندرة غير ممتنع، و هذا السرى السقطى يقول:
لو أن واحدا دخل بستانا فيه أشجار كثيرة و على كل شجرة طير يقول له
بلسان فصيح: السلام عليك يا ولى اللّه، فلو لم يخف أنه مكر لكان ممكورا و أمثال
هذا من حكاياتهم كثيرة.
فصل
فان قيل: فهل تجوز رؤية اللّه سبحانه، بالأبصار اليوم فى الدنيا على
جهة الكرامة؟