responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرسالة القشيرية نویسنده : القشيري، عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 38

و سئل ذو النون عن السفلة فقال: من لا يعرف الطريق إلى اللّه، و لا يتعرفه.

سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمى، رحمه اللّه، يقول: سمعت أبا بكر محمد بن عبد اللّه بن شاذان يقول: سمعت يوسف بن الحسين يقول:

حضرت مجلس ذى النون يوما؛ و جاءه سالم المغربى، فقال له: يا أبا الفيض، ما كان سبب توبتك؟ قال: عجب لا تطيقه. قال: بمعبودك إلا أخبرتنى.

فقال ذو النون: أردت الخروج من مصر إلى بعض القرى، فنمت فى الطريق فى بعض الصحارى، ففتحت عينى، فاذا أنا بقنبرة[1] عمياء سقطت من وكرها على الأرض، فانشقت الأرض، فخرج منها «سكرجتان»[2]: إحداهما ذهب، و الأخرى فضة و فى إحداهما سمسم، و فى الأخرى ماء، فجعلت تأكل من هذا، و تشرب من هذا.

فقلت: حسبى، قد تبت، و لزمت الباب إلى أن قبلنى اللّه عز و جل.

سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت على بن عمر الحافظ يقول: سمعت ابن رشيق: يقول: سمعت أبا دجانة يقول: سمعت ذا النون يقول:

لا تسكن الحكمة[3] معدة ملئت طعاما.

و سئل ذو النون عن التوبة[4] فقال:

توبة العوام‌[5] تكون من الذنوب، و توبة الخواص تكون من الغفلة[6].


[1] - طائر.

[2] - سكرجتان( مثنى، و الواحدة سكرجة بضم السين و هى الصحفة التى يوضع فيها الأكل):

[3] - الحكمة: العلم النافع مع العمل المتقن. قال العروسى:« إن الحكمة حكمتان: منطوق بها، و هى: علوم الشريعة و الطريقة، و مسكوت عنها، و هى أسرار الحقيقة التى يفهمها علماء الرسوم و العامة؛ و الحكمة المجهولة: هى ما غاب عنا وجهها من أحكام سر القدر الذى استأثر اللّه بعلمه. و كل ذلك إنما يتوصل إليه بالجوع الموجب للنشاط فى العبادة، و المؤثر فى تنوير القلوب حتى تدرك جواهر العلوم» قال صلى اللّه عليه و سلم:« ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه»« حسب المسلم أكلات يقمن صلبه، فان كان لا محالة»« فثلث لطعامه و ثلث لشرابه و ثلث لنفسه».

[4] - و هى- على الحقيقة- إقلاع التائب عما يتوب عنه، و عزمه على أن لا يعود إليه، و رده ظلامة الآدمى إن تعلقت به.

[5] - قال العروسى« أعلم أنهم يريدون من العوام: القائمين بما عليهم من أحكام الأوامر و النواهى، ثم قال:« حرية العامة بالتخلص من رق الشهوات، و الخاصة بالتخلص من رق العادات، و خاصة الخاصة بالتخلص من الوقوف مع الأحوال و المقامات حيث تكون لهم أنفة لا ترضى إلا بمشاهدة الذات».

[6] - أى الغفلة عن الطاعات.

نام کتاب : الرسالة القشيرية نویسنده : القشيري، عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست