و اسمه: ثوبان بن إبراهيم، و قيل الفيض بن إبراهيم. و أبوه كان نوبيا[1].
توفى سنة: خمس و أربعين و مائتين. فائق فى[2]
هذا الشأن، و أوحد وقته علما، و ورعا، و حالا، و أدبا.
سعوا به إلى المتوكل، فاستحضره من مصر، فلما دخل عليه و عظمه فبكى
المتوكل ورده إلى مصر مكرما. و كان المتوكل إذا ذكر بين يديه أهل الورع يبكى و
يقول: إذا ذكر أهل الورع فحيهلا[3] بذى
النون.
و كان رجلا نحيفا، تعلوه حمرة، ليس بأبيض اللحية.
سمعت أحمد بن محمد يقول: سمعت سعيد بن عثمان يقول: سمعت ذا النون
يقول: مدار الكلام على أربع:
حب الجليل، و بغض القليل، و اتباع التنزيل، و خوف التحويل[4].
سمعت محمد بن الحسين، رحمه اللّه، يقول: سمعت سعيد بن أحمد بن جعفر
يقول: سمعت محمد بن أحمد بن سهل يقول: سمعت سعيد بن عثمان يقول:
سمعت ذا النون المصرى يقول:
من علامات المحب للّه عز و جل: متابعة حبيب اللّه، صلى اللّه عليه و
سلم، فى أخلاقه، و أفعاله، و أوامره، و سننه.
[1] - أصله من النوبة، ثم نزل بأخميم من ديار مصر فأقام
بها.
قال ابن يونس: أمتحن و أوذى،
لكونه أتى بعلم لم يعهد، روى عن مالك و الليث، و روى عنه كثيرون منهم: الحسن ابن
مصعب، و ابن صبيح، و الطائى.
سمع يوما صوت لهو و دفاف، فقال ما
هذا؟ قيل له: عرس. و سمع بجانبه بكاء و صياحا، فقال: ما هذا؟ قيل فلان مات.
فقال: أعطى هؤلاء فما شكروا و
ابتلى هؤلاء فما صبروا.
و من كلامه:« من راقب العواقب
سلم» و« و الزهاد ملوك الآخرة و هم فقراء العارفين» و« من وثق بالمقادير لم يغم»
و« الأنس باللّه نور ساطع و الأنس بالناس سم قاطع» و« مفتاح العبادة الفكرة» و«
علامة الإصابة مخالفة النفس» و« العبودية أن تكون عبده فى كل حال كما هو ربك فى
كلى حال».
[4] - التحويل: التغيير من حال إلى حال أسوأ. و زيد فى
بعض النسخ بعد العبارة الماضية« فاذا عرف العبد ربه و دنياه» و تمت استقامته. و
خاف على نفسه من الخاتمة فقد استقامت أحواله».