و قيل إنه ولد بسمرقند، و نشأ بأبيورد. مات بمكة فى المحرم سنة: سبع
و ثمانين و مائة.
سمعت محمد بن الحسين يقول: أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر قال:
حدثنا الحسين بن عبد اللّه العسكرى، قال: حدثنا ابن أخى أبى زرعة،
قال:
حدثنا محمد بن إسحق بن راهويه قال: حدثنا أبو عمار، عن الفضيل بن
موسى، قال:
كان الفضيل شاطرا[3]: يقطع
الطريق بين أبيورد و سرخس. و كان سبب توبته:
أنه عشق جارية، فبينما هو يرتقى الجدران إليها سمع تاليا يتلو: «أَ لَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ
لِذِكْرِ اللَّهِ»[4] فقال: يا رب قدآن.
فرجع ... فآواه الليل إلى خربة، فاذا فيها رفقة[5]،
فقال بعضهم: نرتحل، و قال قوم: حتى نصبح، فان فضيلا على الطريق يقطع علينا.
و قال الفضيل بن عياض: إذا أحب اللّه عبدا أكثر غمه[7]، و إذا أبغض عبدا وسع عليه دنياه[8].
[1] - هو: الفضيل بن مسعود بن بشر التميمى، كان إماما
ربانيا صمديا عابدا شديد الخوف دائم الفكر، من كلامه، قلوب العارفين: الهموم
عمرانها و الأحزان أوطانها» و« جعل اللّه الشر كله فى بيت و جعل مفتاحه حب الدنيا،
و جعل الخير كله فى بيت و جعل مفتاحه الزهد فيها» و« من خاف اللّه لم يضره شى و من
خاف غيره لم ينفعه شئ» و« يهابك الخلق على قدر هيبتك للّه».
[2] - ولد بخراسان. بكورة أبيورد، و قدم الكوفة و هو
كبير.
[3] - شطر( بضم الطاء) شطارة: أتصف بالدهاء و الخباثة
فهو شاطر، و الشاطر أيضا: من أعجز أهله بخبثه.