و لنا أيضا في هذا المعنى:
حقيقتي همت بها
و ما رآها بصري
و لو رآها لغدا
قتيل ذاك الحور
فعندما أبصرتها
صرت بحكم النظر
فبت مسحورا بها
أهيم حتى السحر
يا حذري من حذري
لو كان يغني حذري
و اللّه ما هيمني
جمال ذاك الخفر
و إنما هيمني
حكم القضا و القدر
يا حسنها من ظبية
ترعى بذات الخمر
إذا رنت أو عطفت
تسبي عقول البشر
تفتر عن ظلم و عن
حب غمام نشر
كأنما أنفاسها
أعراف مسك عطر
كأنها شمس ضحى
في النور أو كالقمر
إن سفرت أبرزها
نور صباح مسفر
أو سدلت غيّبها
ظلام ذاك الشّعر
يا قمرا تحت دجى
خذي فؤادي و ذري
عيني لكي أبصركم
إذ كان حظي نظري
فإن مبنى كلفي
بحبها من خبر
الأذن عاشقة و العين عاشقة
شتان ما بين عشق العين و الخبر
فالأذن تعشق ما وهمي يصوّره
و العين تعشق محسوسا من الصور
فصاحب العين إن جاء الحبيب له
يوما ليبصره يلتذ بالنظر
و صاحب الأذن إن جاء الحبيب له
في صورة الحس ما ينفك عن غير
إلا هوى زينب فإنه عجب
قد استوى فيه حظ السمع و البصر
(ف ح 2/ 323)