حتى إذا صاح الغراب ببينهم
فضح الفراق صبابة المحزون
و صلوا السرى قطعوا البرى فلعي
سهم تحت المحامل رنة و أنين
عاينت أسباب المنية عند ما
أرخوا أزمتها و شدّ و ضين
إن الفراق مع الغرام لقاتلي
صعب الغرام مع اللقاء يهون
ما لي عذول في هواها إنها
معشوقة حسناء حيث تكون
و لنا أيضا في هذا الباب:
بين النقا و لعلع
ظباء ذات الأجرع
ترعى بها في خمري
خمائلا و ترتعي
ما طلعت أهلة
بأفق ذاك المطلع
إلّا وددت أنها
من حذر لم تطلع
و لا بدت لامعة
من برق ذاك اليرمع
إلّا اشتهيت أنها
لما بنا لم تلمع
يا دمعتي فانسكبي
يا مقلتي لا تقلعي
يا زفرتي خذ صعدا
يا كبدي تصدع
و أنت يا حادي اتئد
فالنار بين أضلعي
قد فنيت مما جرى
خوف الفراق أدمعي
حتى إذا حل النوى
لم تلق عينا تدمع
فارحل إلى وادي اللّوى
مرتعهم و مصرعي
إن به أحبتي
عند مياه الأجرع
و نادهم من لفتى
ذي لوعة مودع
رمت به أشجانه
وسط خراب بلقع
يا قمرا تحت دجى
خذ منه شيئا ودع
و زوديه نظرة
من خلف ذاك البرقع
فإنه يضعف عن
درك الجمال الأروع
أو علليه بالمنى
عساه يحيى و يعي