responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود    جلد : 1  صفحه : 170

تحقق ذلك المحب، فكان أولا حيا بماء، فعاد الآن يحيى به كل شي‌ء، لأن اللّه قال: وَ جَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْ‌ءٍ حَيٍ‌ فالمحب على هذا من يحيا به كل شي‌ء.

(ف ح 2/ 346- ح 3/ 43)

ذوق الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي في المحبة:

سبق أن أشرنا إلى هذا الموضوع، في كتابنا «ترجمة حياة الشيخ» ص 147[1]، و أشرنا عن بعض أذواق الشيخ في هذا الكتاب ص 155 إلى تجسد حبه له، و إلى تجسد بعض الأسماء و المعاني، في صور التجلي لجميلة، و عن حبه رضي اللّه عنه يقول:

مذ حلّ كاتب حب اللّه في خلدي‌

و خط سطرا من الأشواق في كبدي‌

ذبت اشتياقا و وجدا في محبته‌

فآه من طول شوقي و آه من كمدي‌

يا غاية السؤل و المأمول يا سندي‌

شوقي إليك شديد لا إلى أحد

يدي وضعت على قلبي مخافة أن‌

يشق صدري لّما خانني جلدي‌

ما زال يرفعها طورا و يخفضها

حتى جعلت اليد الأخرى تشد يدي‌

مر الفؤاد من التركيب مرتحلا

إلى الحبيب الذي يفنى و ليس يدي‌[2]

ما زلت أطلبه وجدا و أندبه‌

بعبرة حيّرتها زفرة الخلد

حتى سمعت نداء الحق من قلبي‌

من كان عندي لم ينظر إلى أحد

فمت بوجدك أو مت إن تشأ طربا

فإن قلبك لا يلوي على الجسد

فقمت و الشوق يطويني و ينشرني‌

و صحت من شدة الأفراح وا كبدي‌

لما شهدتك يا من لا شبيه له‌

لا فرق عندي بين الغيّ و الرشد

فالنفس تعرفه علما و تبصره‌

عينا و تشهده في الوقت و الأبد

من عاين الذات لم ينظر إلى صفة

فإن فيها حجاب الصف بالصفد

(كتاب الإسراء)

فلقد أعطانا اللّه من المحبة الحظ الوافر، إلا أنه قوانا عليه، و اللّه إني لأجد من الحب، ما


[1] - الطبعة الثانية ص( 145).

[2] - يدي من الديّة.

نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود    جلد : 1  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست