responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود    جلد : 1  صفحه : 169

عجبت لمن يقول إنه يحب اللّه و لا يفرح به، و هو مشهوده، عينه إليه ناظرة في كل عين، لا يغيب عنه طرفة عين، فهؤلاء البكاؤون كيف يدعون محبته و يبكون؟ أما يستحيون! إذا كان قربه مضاعفا من قرب المتقربين إليه، و المحب أعظم الناس قربة إليه، فهو مشهوده، فعلى من يبكي؟

إن هذه لأعجوبة، و كانت تقول لي: إني و اللّه متعجبة، لقد أعطاني حبيبي فاتحة الكتاب تخدمني، فو اللّه ما شغلتني عنه؛ و كانت تضرب بالدف و تفرح، فإذا قيل لها في ذلك تقول: إني أفرح به، حيث اعتنى بي و جعلني من أوليائه، و اصطنعني لنفسه، و من أنا حتى يختارني هذا السيد على أبناء جنسي!! و عزة صاحبي، لقد يغار عليّ غيرة ما أصفها، ما التفت إلى شي‌ء باعتماد عليه عن غفلة، إلا أصابني ببلاء في ذلك الذي التفت إليه. (ف ح 2/ 347)

طائر قتله الحب:

كان سحنون يتكلم- و هو جالس في المسجد- في المحبة، و جاء طير صغير قريبا منه، ثم قرب فلم يزل يدنو حتى جلس على يده، ثم ضرب بمنقاره الأرض حتى سال منه الدم و مات، هذا فعل الحب في الطائر، قد أفهمه اللّه قول هذا الشيخ، فغلب عليه الحال و حكم عليه سلطان الحب، موعظة للحاضرين و حجة على المدعين.

و أخبرني والدي رحمه اللّه أو عمي، لا أدري أيهما أخبرني، أنه رأى صائدا قد صاد قمرية، حمامة أيكة، فجاء ساق حر و هو ذكرها، فلما نظر إليها و قد ذبحها الصائد، طار في الجو محلقا إلى أن علا و نحن ننظر إليه، حتى كاد يخفى عن أبصارنا، ثم إنه ضم جناحيه و تكفن بهما، و جعل رأسه مما يلي الأرض، و نزل نزولا له دويّ إلى أن وقع عليها، فمات من حينه و نحن ننظر إليه، هذا فعل طائر، فيا أيها المحب أين دعواك في محبة مولاك؟! (ف ح 2/ 346)

المحب يحيى به كل شي‌ء

من ألطف ما روينا في حال المحب، عن شخص من المحبين دخل على بعض الشيوخ، فتكلم الشيخ له على المحبة، فما زال ذلك الشخص ينحل و يذوب و يسيل عرقا، حتى تحلل جسمه كله، و صار على الحصير بين يدي الشيخ بركة ماء، ذاب كله، فدخل عليه صاحبه، فلم ير عند الشيخ أحدا، فقال: أين فلان؟ فقال الشيخ: هو ذا، و أشار إلى الماء و وصف حاله، فهذا تحليل غريب و استحالة عجيبة، حيث لم يزل ينحف عن كثافته حتى عاد ماء، و ذلك لقوة

نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود    جلد : 1  صفحه : 169
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست