responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود    جلد : 1  صفحه : 114

سري، كان نعيمي بك طيبا فكدرته، و كان سري بك مطلقا فأسرته، فقلت: هذا كله لإيثاري إياك على كل مخلوق و مصحوب، و تقديمي إياك على كل محبوب، و حملي عظيم بلائك، و جهدي في بلوغ رضائك، ثم لم أزل بين يديك منتصبا، أتضرع إليك منتحبا، أشكو منك إليك، و أتماوت لك عليك، و أصعق عند رؤيتك، و أفرق عند زورتك، يا قلبا تقلب على جمر الغضى، أترى يعود إليك محبوبك بالرضى؟ يا نفسا غرقت في بحر الأسى، تعللي بذكره لعل و عسى، فربما يمسي عندك معرّسا، يا نظرة زودتنيها ليتها ما كانت، يا حسرة أورثتنيها ليتها لو زالت، ورد الفال الذي هو لسان الزمان، أنّ آن الوصال قد آن، و قد جاءت الرواحل بالبشائر، و انتظمت القبائل و العشائر ألا تصغين لشرح حالي معك؟

لا قلاك ربي و لا ودعك، لم أزل منك في كل لحظة و آن، في وصف إلهي كل يوم هو في شان، سنفرغ لكم أيها الثقلان، كلما ظهرت منك آية، أعقبتها عماية، و متى تحققت منك صفاء، تلاه كدر، كيف يبقى جسم قد أنضجت كبده حرارة الأشواق؟ و غشيت عيناه من البكاء حذر الفراق، في أيام التلاق و العناق؟ إن باح خاف من الوشاة، و إن كتم هلك بتوالي الحسرات و الزفرات، فلا أدري و اللّه في أي واد أهيم؟ و لا على أي حالة أحوم؟ كلما باسطتك انقبضت، و كلما أقبلت عليك أعرضت، أطلب أبلغ رضاك، و لا أنظر لجهلي بقضاك، أموري كلها بالبلايا معروفة، و على الرزايا موقوفة، أما تحنّي؟ أما ترثي؟ أما تنظري في حزني و بثي؟ ها أنا ماثل بين يديك، ناظر بعين الذلة و المسكنة إليك، حيران لا دين لي، و لهان لا عقل لي، مبهوت، بلا نفس عين تجود، و حزن شديد، لا يبلى و لا يبيد، و أخ غير مساعد و لا موافق، و ليل لا صبح له و لا مرافق، و لا قائل يقول:

عسى الكرب الذي أمسيت فيه‌

يكون وراءه فرج قريب‌

(ذخائر الأعلاق- تاج الرسائل)

طلب الرحمة[1]:

المحب يطلب الرحمة به، فإن المحبة حكم توجب رحمة الموصوف بها بنفسه، و لذا


[1] - يقول ابن الفارض:

سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً

و أعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ‌

فمَاسَ دلالًا و ابتهاجاً و قال لى‌

برفقٍ مجيباً( ما سألتَ يَهُونُ)

نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود    جلد : 1  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست