responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود    جلد : 1  صفحه : 100

الحرارة، كما يسمع لصوت النار صوت يسمى ذلك الصوت زفرة، و لا يكون ذلك إلا في الجسم الطبيعي خاصة، و قد يكون في الصورة المتجسدة، و لهذا تتصف الصورة المتجسدة عن المعنى المجرد إذا ظهر فيها، و قيل هذه صورته.

(ذخائر الأعلاق- تاج الرسائل- ف ح 2/ 340)

و لما كان حبنا نتيجة عن حبه تعالى، فإن النيران الشوقية من المحب، تتعالى نحو عنصرها الأعظم الموصوف به الجناب العالي، يؤثر في المحب ذرف الدمع، بحكم ما في النفس من ألم البعد، و وجود الصد و الهجران، الذي هو نعت لازم، فكان فيه حرارة، لأن زفرات الأشواق سخنة، فلا يرتفع عن المحب البكاء و الزفرات لرؤية الأغيار، إذ كان ينبغي له أن لا ينظر إلى غير محبوبه، إلى أن يغلب عليه مقام نظره بعين اللّه، أو مقام رؤية اللّه في كل شي‌ء، فحينئذ يرتفع عنه البكاء و الزفرات لهذا المشهد الكريم، و هو الغاية التي يصل إليها العارف، و المحب متردد بين عبرته و زفرته، من نار الأسى و حرارة الشجن، فإنها حالة شوقية للقاء المحبوب و الظفر بالمطلوب، فلا نفس رحماني بارد يثلج به الفؤاد، فيبرد حرارة الحزن لفوت المحزون عليه، بمشاهدة ما عن عناية إلهية، و لا منج يأخذ بيده ليخلص من الغرق في بحر الدموع. (ذخائر الأعلاق)

أقول لأصحابي و قد طلبوا الصلى‌

ألا فاصطلوا إن خفتم القرّ من صدري‌

فإن لهيب النار بين جوانحي‌

إذا ذكرت ليلى أحر من الجمر

فقالوا: نريد الماء نسقي و نستقي‌

فقلت: تعالوا فاستقوا الماء من نهري‌

فقالوا: فأين النهر؟ قلت: مدامعي‌

سيغنيكم فيض الدموع عن الحفر

فقالوا: و لم هذا؟ فقلت: من الهوى‌

فقالوا: لحاك اللّه قلت: اسمعوا عذري‌

(مسامرات ح 2)

البكاء و الدمع‌[1]:

قال ابن الرومي:


[1] - عن رفاعة بن المهدي بن أبي القاسم:

سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً

و أعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ‌

فمَاسَ دلالًا و ابتهاجاً و قال لى‌

برفقٍ مجيباً( ما سألتَ يَهُونُ)

نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست