نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 4 صفحه : 75
فقير، كما ورد في التنزيل مثنى و هو قوله: «مَنْ جاهَدَ فَإِنَّما
يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ»[1] يثنيه قوله[2]: «وَ مَنْ
كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ» و مثنى آخر قوله: «وَ رَبُّكَ
الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ» يثنيه قوله: «وَ اللَّهُ الْغَنِيُّ
وَ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ»[3] و من البيّن أنّ الألف و
اللام في المحمول يحصر المحمول في الموضوع.
و الملك المطلق هو الذي له ذات كل شيء و ليس ذاته لشيء و لا يصح أن
يكون هكذا إلّا واجب الوجود. و يشهد به مثنى من التنزيل و هو قوله: «قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ»[4]
يثنيه قوله: «وَ لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما[5] بَيْنَهُما وَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ»[6].
(69) و انظر كيف نسبة بدنك إلى العالم العنصري؟ و كيف نسبة العالم
العنصري إلى العالم الأثيري؟ فإنّ أصغر كوكب[7]
من الثّوابت أكبر من الأرض مرارا كثيرة.
و انظر كيف صارت الجرمانيّات في حيّز قهر النفوس، و النفوس[8] مقهورة تحت شعاع العقول، و العقول
في حيّز قهر نور[9] العقل
الأوّل، و العقل الأوّل في نور القيّومية و الشعاع القدسيّ الواجبيّ مستغرق خاضع
لهويّته[10] أزلا و
أبدا، منطمس في شعاع جلاله[11]. قال الله
تعالى: «وَ اللَّهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ»[12]
يثنيه قوله: «يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ»[13]
يشير إلى ما وقع عليه من هيبة الحضور في المحلّ الشاهق الإلهي تحت شعاع القيّومية «وَ يَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ»[14] أي
هم متوسّطون في وصل الفيض[15]. و مثنى
آخر و هو قوله: «هُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وَ يُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً»[16] و يثنيه قوله: «وَ هُوَ الْقاهِرُ
فَوْقَ عِبادِهِ وَ هُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ»[17] و
العقل الأول يده المقدّسة. و تحت قهر إبداعه جميع الملك- أي عالم الأجرام- و
الملكوت- أي عالم المفارقات- و يشهد به مثنى من التنزيل و هو قوله: «تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ