نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 4 صفحه : 73
و هو قوله: «وَ
رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ»[1] يثنيه[2] قوله: «رَبَّنا
وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً»[3]؛ و كيف قدّر الأشياء
على حسب[4]
استعداداتها، و وهب لها ما يلائمها من الكمالات كما شهد به المثنى و هو قوله: «وَ إِنْ
مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَ ما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ
مَعْلُومٍ»[5] يثنيه قوله: «إِنَّا
كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ»[6].
(67)
و انظر إلى النّبات لمّا كان أخسّ نفسا[7]
كيف كان منكوس الرأس و هو أصله[8] الذي في
الأرض إذا قطع بطلت قواه. و الحيوان الغير الناطق لمّا كان أتمّ[9] منه صار[10] رأسه من التنكّس إلى التوسّط[11]، و لكنّه ما
استقام. و الإنسان لمّا فضّل عليهما بالنّفس صار رأسه إلى السماء و انتصب قامته،
كما شهد به المثنى: «لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ»[12] من أمر نفسه و
اعتدال بدنه و تناسب صورته، يثنيه قوله: «وَ صَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ
صُوَرَكُمْ»[13] هذا إجمال، و
فصّل بمثنى آخر و هو قوله: «وَ لَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ»[14] منهم، بما
يختصّ به من النّفوس الناطقة الباقي جوهرها، الآمن من العدم و الفساد، المستعدّ
للفضائل[15].
«حَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ» أي[16]
مداركهم الحسّية «وَ الْبَحْرِ» أي مداركهم العقليّة «وَ رَزَقْناهُمْ
مِنَ الطَّيِّباتِ»[17] أي من العلوم
اليقينيّة و المعارف الحقيقية «وَ فَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ
خَلَقْنا تَفْضِيلًا»[18] بمزيّات[19] ظاهرهم من
تناسب صورهم[20]، و باطنهم
باعتدال المزاج، و باطن باطنهم من القوى المحرّكة و المدركة التي زاد بها على
الحيوانات الأرضيّة من مؤاتاة أحوال شهوانيّة و غضبيّة و تخيّلية و تفكّرية، و
باطن باطن الباطن من نفسه و عقله النظريّ و العمليّ. و إنّما خصّص ب «كثير