نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 4 صفحه : 52
و الرابع، المتخيّلة و هي التي تركّب المثل و الأحكام[1].
و هي التي تسمّى عند استعمال العقل «المفكّرة» و بها تستنبط العلوم و الصناعات، و
بها[2] المحاكاة في الأحلام[3]
و غيرها.
و هي غير الخيال، فإنّ الخيال لا يتصرّف بل يحفظ الصور كما جاءت. و
المتخيلة تركّب الحيوان من أعضاء مختلفة كرأس إنسان و عنق جمل و ظهر نمر و غيره. و
هذان في التجويف الأوسط، و المتخيلة منهما في مؤخّرة.
الخامس[4]، الحافظة
و هي تحفظ جميع أحكام الوهم و المتخيّلة و الوقائع على تفاصيلها و نسبها. و
سلطانها في التّجويف الآخر من الدّماغ. و عرف تغايرها باختلال بعضها مع بقاء بعض.
و عرف مواضعها باختلال القوى لاختلال[5]
المواضع لزوما مطّردا.
(34) و في الحيوان قوّة محرّكة على أنّها الباعثة و هي[6] النزوعيّة. و تنشعب إلى: شهوانيّة
و هي الطالبة لما يلائم، و غضبيّة و هي الّتي[7]
تطلب دفع ما لا يلائم. و تنفعل عن تخيل و إدراك. و في الجملة[8]،
هي مطيعة للمدركات، إذ لا شوق إلى ما لا يدرك و لو من وجه واحد؛ و قوة محرّكة على
أنّها المباشرة للمحركة تنبثّ في الأعصاب، و تطيع النزوعيّة. و سلطان المحرّكات في
القلب كما أنّ المدركات في الدماغ. و هاتان القوتان- أعني[9]
المدركة و المحركة- من خواصّ الحيوان.
و له قوى يشترك فيها النّبات:
منها الغاذية و هي قوّة تتصرّف في مادة الغذاء لتحيله إلى شبيه جوهر
المتغذي بدل ما يتحلل.
و منها النامية و هي قوة توجب الزيادة في أجزاء المتغذي في جميع
الأقطار على تناسب مخصوص.
و منها المولّدة و هي قوة توجب اختزال[10]
فضلة من المادّة لتكون مبدأ لشخص آخر