نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 4 صفحه : 230
مكان و حركة مستقيمة، فلا مطلب شهوانيّ لها و لا غضبيّ، فليست
الحركة لأمر حيوانيّ[1] فيكون لأمر عقليّ دالّ على
نفس ناطقة. ثم ذلك الأمر ليس بمظنون- كطلب حمد و ثناء للسافل- لأنّ المظنون غير
واجب الدّوام. و الحركة واجبة الدوام فلا تتبنّى على ما لا يدوم.
و كان الحدس يحكم بفطرته أنّ الجوهر الكائن الفاسد الذي لا نسبة له-
معتبرة- بالقياس إلى جرم أصغر الافلاك، لا يكون مقصدا لحركاتها. ثم الإمكان الأشرف
يشهد بهذه الأشياء. فحركاتها إن كانت لمعشوق تنال ذاته أو لتشبّه دفعيّ لوقفت- إن
نالت أو قنطت- فهو لنيل متجدد دائم الحصول و تشبّه مستمرّ بمعشوق. و المتشبّه به
ليس بجرم فلكي و لا نفس و إلّا تشابهت الحركات و التحريكات و ليس كذا. و ليس
الاختلاف لعدم مطاوعة الطبيعة فإن المستدير أوضاعه متشابهة. فإذا لتشبّه بأمر عقلي
مجرد عن المادة بالكلية هو الفعل من جميع الوجوه.
و ليس المتشبّه به واحدا و إلّا تشابهت الحركات، فلكلّ معشوق و ليس-
كما ظنّ- أنّ المعشوق واحد، و اختلاف الحركات لنفع السافل و إن كانت الجهات
بالنسبة إليها سواء فجمعت بين غرضها و نفع السافل كالخيّر إذا خيّر أحد الطريقين
المتساويين، لنفع فقير، بعبوره على الآخر؛ فإنّها[2]
لو جاز أن تطلب نفع السافل بجهة الحركة[3]
جاز أن تختار أصل الحركة على السكون، و كان لقائل أن يقول: استوى سكونها و حركتها
بالنسبة إليها فاختارت الحركة بنفع السافل.
و كل واحد ينال من معشوقه لذّات و أنوارا دائمة التواصل يعرفها
المقرّبون المشتاقون[4] إلى الله
من أرباب الوجد قد ذاقوها[5].
ثم تتبع تلك الهيئات النفسانية حركات متشابهة[6]
تخرج أوضاعها من القوة إلى الفعل؛ فإن الفلك إن ثبت على وضع بقيت جميع أوضاعه أبدا
بالقوة. و لمّا كان جميع الأشياء فيه
[2] فإنها لو جاز أن تطلب نفع السافل بجهة الحركه:-LA و غير مقروءة فيM و ما في المتن نقل من قول المصنف في المشارع و المطارحات؛ طبع
كربين، ص 442 ناظرا إلى نسخةM و
انظر أيضا: