نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 4 صفحه : 207
أحدهما، نظرية بها تدرك الكليات و هي وجه عقلي لها إلى القدس.
و الثانية، عملية بها تدرك الأمور المتعلقة بالبدن فيما يتعلق
بمصالحه و مفاسده. و تستعين بالنظرية و بها التحريك و هي وجه عقلى للنفس إلى
البدن. و لها ثلاث استعدادات و كمال:
الأول، الاستعداد الأبعد الذي للإنسان كما للأطفال و يسمى «العقل
الهيولاني».
و الثانية، حالها عند ما تحصل لها المعقولات الأول. و لها تحصيل[1] الثواني ب «الفكر» و «الحدس» و
يسمى «العقل بالملكة». و الثالثة، أن تكون لها ملكة تحصيل المعقولات المفروغ عنها
متى شاءت دون حاجة إلى كسب جديد و يسمى «العقل بالفعل» و إن كانت في نفسها قوة
قريبة. الرابعة، أن تكون المعاني المعقول فيها حاضرة بالفعل و يسمى «العقل
المستفاد». و اعلم أنّ في قوى جسمك متصرف و خزانة إذا عقل المتصرف عاد إلى الخزانة
دون حاجة كسب جديد و إن كانت قد تغيب عنها فيحتاج إلى كسب جديد و النفس فيها
الحالتان: الغفلة المحوجة[2] إلى كسب،
و الاسترجاع، و ليس لها جزءان:
متصرف و خزانة، و لا خزانة لها من الأجسام فإنّها قابلة للقسمة غير
قابلة لما لا ينقسم، فإذا استرجاعها من جوهر مفارق هو عقل[3]
بالفعل واهب لها العلم، نسبته إلى النفس كنسبة الشمس إلى البصر تتّصل به فتدرك، و
تعرض فتعقل، و المعدّ تصرفاتنا فيما في القوى من الصور و النسب و الأحكام فتستعدّ
بها النفس للمعاني العقلية و ربما يعدّ معنى عقلي لمعنى عقلي.
و اعلم أنّ «الفكر» حركة النفس إلى تحصيل المبادئ لينتقل إلى
المطالب. و «الحدس» جودة هذه الحركة دون طلب كثير. و «الفهم إنّما يقال بالنسبة
إلى ما يرد من الغير.
اللمحة السادسة- [في أحوال النفس]
(92) هي أنّ النفس لم توجد قبل البدن لأنّها حينئذ عرية عن الإدراكات
و الهيئات الفعلية