نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 4 صفحه : 122
شاهدت تأثير[1] الأوهام
حتّى أنّها[2] أسقطت
الرجال عن حيطان مرتفعة قليلة[3] العرض؛ فالكلمة
إذا تمّ ذكاؤها[4]، أو تأيّدت
بالقدس[5]، فلا عجب
من أن تزداد قوّتها، بحيث تكون كأنّها نفس العالم. و إدراك العلوم دون التّعلّم
الكثير[6] ليس بممتنع
بعد ما شاهدت تفاوت أشخاص نوعك في الذّكاء: فمن بليد غير منتفع بالفكر[7] أبدا، و من
شديد الحدس يحدس في كثير من المسائل؛ و ليس هاهنا حدّ يجب الوقوف عنده، فيجوز أن
تكون كلمة قويّة الجوهر تدرك المعقولات في زمان قصير، لكمال جوهرها و قوّتها[8] و قربها من
مبدئها، كما قال الله تعالى: «عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى ذُو مِرَّةٍ
فَاسْتَوى»[9].
و الإخبار بالكائنات ليس
ببعيد، فإنّ كلمات الأفلاك مطّلعة على لوازم حركاتها الآتية و السابقة[10]، و لا حجاب
بين كلماتنا و بينها، إلّا العلاقة[11] البدنية
حتى لو ضعفت[12] الموانع
أحيانا، كما في النوم لبعض الناس، أو لبعضهم في أمراض[13] موهنة للحواس، أو
بالرياضات المخلّة[14] بالقوى[15] الباطنة
الموهنة للمتخيلة، فإنّها المشوّشة دائما لقوة[16] النفس بالذكاء[17]، فتنتقش
النفس[18]- أعني
الكلمة- بأمر قدسي فيسري إلى عالم التخيل.
و ربما يلمع [الأمر
القدسيّ] في الحسّ المشترك، فيرى مشاهدة في نوم أو يقظة صورة[19] جميلة أو يسمع خطابا
حسن النظم عجيب السياق، أو تظهر صورة الغيب مشاهدة. و لمّا كأنت الحواسّ الباطنة
ممكنا توهينها، دون إبطالها بالكليه، فقال القائل الحق (سبحانه و تعالى): «وَ ما كانَ
لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ
يُرْسِلَ رَسُولًا»[20]
نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 4 صفحه : 122