نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 4 صفحه : 117
معامل. و «الملك» الحق تعالى، ماله ذات كل شيء. و[1] «الغنيّ»
ما لا يتوقّف ذاته، و لا كماله، على غيره. فواجب الوجود و العالي في الجملة، لا
غرض له في السّافل؛ إذ لا بدّ و أن يكون الغرض أولى بالفاعل وجوده، و ما يكون[2] الأولى به
فعل شيء إذا لم يفعل فقد عدم الأولى، فكماله يتوقّف على الغير، فتعالى واجب
الوجود عن هذا.
(33) و اعلم أنّ الفلك
ليست حركته طبيعيّة، إذ المتحرّك بالطبع يقصد الملائم فإذا وصل[3]، وقف. و كل نقطة يقصدها
الفلك يفارقها؛ فليست[4] حركته
طبيعيّة بل هي إراديّة و لا بدّ للمتحرّك بالإرادة[5] من غرض، و ليس غرضه
أمرا[6] شهوانيا و
لا غضبيا؛ إذ لا زيادة فيه و لا مزاحم له، و لا أن يحمده[7] السافل، فإنّه كمال
مظنون فلا يبنى عليه أمر[8] واجب
الدوام، و هو الحركة. كيف و السّافل[9]
لا نسبة له- معتبرة- إلى العالي. و ليس مطلبه أمرا جزئيّا؛ فإنّه إن حصل، أو قنط،
فوقف على التّقديرين؛ فهو أمر كلّي فلها إرادة كليّة و علم كليّ و كلمة ناطقة
فحركتها للتّشبه بمعشوق، و نفس بعض الأفلاك و جرمه ليستا بمعشوقين لبعض، و إلّا
لتشابهت الحركات. و ليس المعشوق واحدا و إلّا لتشابهت الحركات[10] أيضا.
فلكلّ معشوق خاصّ هو
علته التي تمدّه[11] بنورها، و
هي المفارقات بالكلية- أعنى الكرّوبيّين- فتفيض عليه الأشواق و اللذّات[12] الغير
المتناهية. و للكلّ[13] معشوق
مشترك هو الأوّل؛ فلذلك تشابهت الحركات في دوريّتها. و تحرّكت الأفلاك لوجدة[14] و لذّة و
تشبّهت أجرامها بالعلل[15]؛ فإنّها لو
ثبتت على وضع بقى الآخر بالقوّة أبدا. و لم يمكن الجمع بين الجميع، فاستحفظت
بالتّعاقب، تشبّها للمتجدّد[16]، بدوام[17] تجدّده
بالدّائم.
فالعوالم ثلاثة: عالم
العقل و هو الجبروت، و عالم النفس و الكلمة و هو الملكوت، و عالم
نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 4 صفحه : 117