نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 1 صفحه : 437
ذاته فما كان يصحّ حصوله. فاذا حدث و ثبت ثمّ بطل فلحدوثه علّة
و لبطلانه علّة اخرى حادثة، و علّة الحدوث لا تتخلّى عن الحدوث و علّة البطلان[1]
لا تتخلّى عن البطلان ايضا، و يعود الكلام الى حدوث العلّتين، فلا بدّ من علّتين
مقترنتين ايضا بالمعلولين، فيجب ان لا ينقطع عن ذاته تجدّد الحوادث زمانا اصلا.
و ان فرض فى ذاته حادث زمانا، فيجب ان يكون فى ذاته حوادث اخرى غير
متجدّدة مع ثباته حتى يؤدّى ذلك الثابت الى البطلان. فيلزم[2]
من ضرورة وجوب التجدّد الغير المنصرم أن يكون فيه متجدّد لا يصحّ[3] أن ينصرم بوجه، و قد بيّنّا انّ
ما هذا شأنه هو الحركة، و انّ كلّ حركة ما سوى الوضعيّة منصرمة لما تبيّن[4] فى باب الحركات، فيجب ان يكون له
حركة وضعيّة، فيكون اله العالمين جسما متحرّكا على الدور، و هذا تعطيل و جهل و
تجاسر على مبدع العالمين، او يجب ان يقال: المغيّر له على الدوام امر متجدّد على
الدوام، فينفعل عن[5] الافلاك
انفعالا دايما و هو من معلولات الافلاك و من المتأثّرات عنه[6]،
و هو محال لما سبق (172) و انّما تأتّى[7]
لمثل هذا المجنون القدر الاتيان بمثل[8]
هذه الهذيانات القبيحة لانّه لم يكن للحكمة فى الارض سياسة قائمة، و فى ما قد مضى[9] من الزمان كان لها سياسة، و كان
القوم الذين يتكلّمون فيها اكثر عنايتهم بالمشاهدات الروحانيّة و الامور العلويّة
الرفيعة، و ما كان يتمكّن من الكلام فيها و التصرّف الّا لمن ظهر تأييده من آثار
الانوار القدسيّة و تجرّد عن محبّة الرئاسات