و قال الله تعالى وَ لَمَّا
بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْناهُ حُكْماً وَ عِلْماً و أوتي عليٌّ حكمة في
صغره بأشياء كما تقدم أطعم يوسف لأهل مصر و أطعم علي الملائكة وَ
يُطْعِمُونَ الطَّعامَ الجائع كان يشبع بلقاء يوسف و المؤمن ينجو بلقاء علي أَلْقِيا فِي
جَهَنَّمَ مدح يوسف نفسه فقال إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ و قوله تعالى أَ لا
تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ و قد مدح عليا وَ يُطْعِمُونَ
الطَّعامَ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وجد يعقوب رائحة قميص يوسف من مسيرة شهر و ستجد
شيعة علي رائحة الجنة من فوق سبع سماوات فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ
الْمُقَرَّبِينَ ادعوا في يوسف أربعة دعاوي قال يعقوب يا بُنَيَّ لا
تَقْصُصْ رُؤْياكَ و قال العزيز عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ
وَلَداً و استرقه إخوته وَ شَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ و أخذته زليخا
معشوقا قَدْ شَغَفَها حُبًّا و قال الله تعالى في علي إِنْ هُوَ إِلَّا
عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ
وَ قَالَ
الْمُصْطَفَى عَلِيٌّ أَخِي.
و أنكره جماعة يُرِيدُونَ
لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ و اعتقدت الشيعة إمامته رِجالٌ صَدَقُوا و سموا يوسف
ولدا و أخا و عبدا و معشوقا كذلك علي قالت الغلاة هو الله و قالت الخوارج هو كافر
و قالت المرجئة هو المؤخر و قالت الشيعة هو معصوم مطهر نظر في يوسف ثمانية نظر
يعقوب بالمحبة فحرم لقاه يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ و مالك بن
الزعر بالحرمة فصار ملكا أَكْرِمِي مَثْواهُ و العزيز بالفتوة فوجد منه الصيانة قالَتْ
هَيْتَ لَكَ قالَ مَعاذَ اللَّهِ و زليخا بالشهوة فسخر منها وَ قالَ نِسْوَةٌ فِي
الْمَدِينَةِ و المؤمنون بالنبوة يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ[1] و كذلك نظر في
علي ثمانية نظر الكفار بالعداوة فالنار مأواهم ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ و المنافقون
بالحسد فخسروا قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالًا و المصطفى
بالوصية و الإمامة فصار ختنه و صاحب جيشه وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ
بَشَراً و سلمان و المقداد بالشفقة فصاروا خواص الصحابة و سرور الشيعة وَ
السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ و النواصب بالحقارة فضلوا إِذْ تَبَرَّأَ
الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا و الغلاة بالمحال
فصاروا من الضلال وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً
[1] لا يخفى وقوع السقط و الحذف في العبارة لانه
لم تكمل الانظار الثمانية في يوسف لكن النسخ توافقت عليها فتركناها بحالها.
نام کتاب : مناقب آل أبي طالب - ط علامه نویسنده : ابن شهرآشوب جلد : 3 صفحه : 247