السَّمْعَانِيُّ فِي فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ إِنَّ النَّبِيَّ ص قَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ عَلِيٌّ أَخِي وَ صِهْرِي وَ عَضُدِي إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ فَرِيضَةً إِلَّا بِحُبِّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ يَا أَبَا ذَرٍّ لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ مَرَرْتُ بِمَلَكٍ جَالِسٍ عَلَى سَرِيرٍ مِنْ نُورٍ عَلَى رَأْسِهِ تَاجٌ مِنْ نُورٍ إِحْدَى رِجْلَيْهِ فِي الْمَشْرِقِ وَ الْأُخْرَى فِي الْمَغْرِبِ وَ بَيْنَ يَدَيْهِ لَوْحٌ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَ الدُّنْيَا كُلُّهَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَ الْخَلْقُ بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ وَ يَدُهُ تَبْلُغُ الْمَشْرِقَ وَ الْمَغْرِبَ فَقُلْتُ يَا جَبْرَئِيلُ مَنْ هَذَا فَمَا رَأَيْتُ مِنَ مَلَائِكَةِ رَبِّي جَلَّ جَلَالُهُ أَعْظَمَ خَلْقاً مِنْهُ قَالَ هَذَا عَزْرَائِيلُ مَلَكُ الْمَوْتِ ادْنُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَقُلْتُ سَلَامٌ عَلَيْكَ حَبِيبِي مَلَكَ الْمَوْتِ فَقَالَ وَ عَلَيْكَ السَّلَامُ يَا أَحْمَدُ مَا فَعَلَ ابْنُ عَمِّكَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقُلْتُ وَ هَلْ تَعْرِفُ ابْنَ عَمِّي قَالَ وَ كَيْفَ لَا أَعْرِفُهُ وَ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ وَكَّلَنِي بِقَبْضِ أَرْوَاحِ الْخَلَائِقِ مَا خَلَا رُوحَكَ وَ رُوحَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَتَوَفَّاكُمَا بِمَشِيَّتِهِ.
كِتَابَيِ الْخَطِيبِ الْخُوَارِزْمِيِّ وَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ النَّطَنْزِيِّ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ صَاحِبُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بَلَغَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ قَوْماً تَنَقَّصُوا لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَ قَالَ حَدَّثَنِي غَزَالُ بْنُ مَالِكٍ الْغِفَارِيُّ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَ بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ص عِنْدِي إِذْ أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ فَنَادَاهُ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ضَاحِكاً فَلَمَّا سَرَى عَنْهُ قُلْتُ مَا أَضْحَكَكَ قَالَ أَخْبَرَنِي جَبْرَئِيلُ أَنَّهُ مَرَّ بِعَلِيٍّ وَ هُوَ يَرْعَى ذَوْداً لَهُ[1] وَ هُوَ نَائِمٌ قَدْ أُبْدِيَ بَعْضُ جَسَدِهِ قَالَ فَرَدَدْتُ عَلَيْهِ ثَوْبَيْهِ فَوَجَدْتُ بَرْدَ إِيمَانِهِ قَدْ وَصَلَ إِلَى قَلْبِي.
أَمَالِي أَبِي جَعْفَرٍ الْقُمِّيِّ فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ إِنَّ النَّبِيِّ ع قَالَ يَوْماً مَعَاشِرَ النَّاسِ أَيُّكُمْ يَنْهَضُ إِلَى ثَلَاثَةِ نَفَرٍ قَدْ آلُوا بِاللَّاتِ وَ الْعُزَّى لَكيْقُتُلونِّي وَ قَدْ كَذَبُوا وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ فَأَحْجَمَ النَّاسُ فَقَالَ مَا أَحْسَبُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فِيكُمْ فَأُخْبِرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع بِذَلِكَ فَجَاءَ فَقَالَ أَنَا لَهُمْ سَرِيَّةَ وَحْدِي فَدَرَّعَهُ وَ عَمَّمَهُ وَ قَلَّدَهُ مِنْ نَفْسِهِ فَأَرْكَبَهُ فَرَسَهُ فَخَرَجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فَمَكَثَ ثَلَاثَةً لَا يَصِلُ خَبَرٌ مِنَ السَّمَاءِ وَ لَا مِنَ الْأَرْضِ فَأَقْعَدَتْ فَاطِمَةُ ع الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ ع عَلَى وَرِكَيْهَا وَ هِيَ تَقُولُ أَوْشَكَ أَنْ يُؤْتِمَ هَذَيْنِ الْغُلَامَيْنِ فَأَسْبَلَ النَّبِيُّ ص عَيْنَيْهِ يَبْكِي ثُمَّ قَالَ مَعَاشِرَ النَّاسِ مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ عَلِيٍّ فَأُبَشِّرَهُ بِالْجَنَّةِ فَتَفَرَّقَتِ النَّاسُ فِي طَلَبِهِ وَ أَقْبَلَ عَامِرُ بْنُ قَتَادَةَ يُبَشِّرُ بِعَلِيٍ
[1] الذود: ثلاثة ابعره الى العشرة( ق).