بأن قال لما أن عرجت إلى السماء
رأيت بها الأملاك ناظرة شزرا[1]
إلى نحو شخص حين بيني و بينه
لعظم الذي عاينته منه لي خيرا
فقلت حبيبي جبرئيل من الذي
تلاحظه الأملاك قال لك البشرى
فقلت و ما من ذاك قال علي الرضا
و ما خصه الرحمن من نعم فخرا
تشوقت الأملاك إذ ذاك شخصه
فصورة الهادي على صور أخرى
فمال إلى نحو ابن عم و وارث
على جذل منه بتحقيقه خبرا
الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ قَالَ كَانَ جَبْرَئِيلُ ع جَالِساً عِنْدَ النَّبِيِّ ص عَنْ يَمِينِهِ إِذْ أَقْبَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فَضَحِكَ جَبْرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَدْ أَقْبَلَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَا جَبْرَئِيلُ وَ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ يَعْرِفُونَهُ قَالَ يَا مُحَمَّدُ وَ الَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيّاً إِنَّ أَهْلَ السَّمَاوَاتِ لَأَشَدُّ مَعْرِفَةً لَهُ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ مَا كَبَّرَ تَكْبِيرَةً فِي غَزْوَةٍ إِلَّا كَبَّرْنَا مَعَهُ وَ لَا حَمَلَ حَمَلَةً إِلَّا حَمَلْنَا مَعَهُ وَ لَا ضَرَبَ بِسَيْفٍ إِلَّا ضَرَبْنَا مَعَهُ يَا مُحَمَّدُ إِنْ اشْتَقْتَ إِلَى وَجْهِ عِيسَى وَ عِبَادَتِهِ وَ زُهْدِ يَحْيَى وَ طَاعَتِهِ وَ مِيرَاثِ سُلَيْمَانَ وَ سَخَاوَتِهِ فَانْظُرْ إِلَى وَجْهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا يَعْنِي شَبَهاً لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ شَبَهاً لِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ يَعْنِي يَضْحَكُونَ وَ يَعْجَبُونَ.
تَفْسِيرِ أَبِي يُوسُفَ يَعْقُوبَ بْنِ سُفْيَانَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ لَمَّا تَمَثَّلَ إِبْلِيسُ لِكُفَّارِ مَكَّةَ يَوْمَ بَدْرٍ عَلَى صُورَةِ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ وَ كَانَ سَائِقَ عَسْكَرِهِمْ إِلَى قِتَالِ النَّبِيِّ فَأَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى جَبْرَئِيلَ فَهَبَطَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص وَ مَعَهُ أَلْفٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَقَامَ جَبْرَئِيلُ عَنْ يَمِينِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَكَانَ إِذَا حَمَلَ عَلِيٌّ حَمَلَ مَعَهُ جَبْرَئِيلُ فَبَصُرَ بِهِ إِبْلِيسُ فَوَلَّى هَارِباً وَ قَالَ إِنِّي أَرى ما لا تَرَوْنَ.
قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَ اللَّهِ مَا هَرَبَ إِبْلِيسُ إِلَّا حِينَ رَأَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع فَخَافَ أَنْ يَأْخُذَهُ وَ يَسْتَأْسِرَهُ وَ يَعْرِفُهُ النَّاسُ فَهَرَبَ فَكَانَ أَوَّلَ مُنْهَزِمٍ وَ قَالَ إِنِّي أَرى ما لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ فِي قِتَالِهِ وَ اللَّهُ شَدِيدُ الْعِقابِ لِمَنْ حَارَبَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ.
[1] شزره شزرا: نظر إليه في احدى شقيه او النظر عن يمين و شمال.