وَ أَفْدِيكَ حَوْبَائِي وَ مَا قَدْرُ مُهْجَتِي
لِمَنْ أَنْتَمِي مِنْهُ إِلَى الْفَرْعِ وَ الْأَصْلِ[1]
وَ مَنْ ضَمَّنِي مُذْ كُنْتُ طِفْلًا وَ يَافِعاً
وَ أَنْعَشَنِي بِالْبِرِّ وَ الْعَلِّ وَ النَّهْلِ[2]
وَ مَنْ جَدُّهُ جَدِّي وَ مَنْ عَمُّهُ عَمِّي
وَ مَنْ أَهْلُهُ أُمِّي وَ مَنْ بِنْتُهُ أَهْلِي
وَ مَنْ حِينَ آخَى بَيْنَ مَنْ كَانَ حَاضِراً
دَعَانِي وَ آخَانِي وَ بَيَّنَ مِنْ فَضْلِي
لَكَ الْفَضْلُ إِنِّي مَا حَيِيتُ لَشَاكِرٌ
لِإِتْمَامِ مَا أُولِيتُ يَا خَاتَمَ الرُّسُلِ.
الْفَنْجَكْرُدِيُّ فِي سَلْوَةِ الشِّيعَةِ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّاً يُنْشِدُ وَ رَسُولُ اللَّهِ يَسْمَعُ
أَنَا أَخُو الْمُصْطَفَى لَا شَكَّ فِي نَسَبِي
مَعَهُ رُبِّيتُ وَ سِبْطَاهُ هُمَا وَلَدِي
جَدِّي وَ جَدُّ رَسُولِ اللَّهِ مُنْفَرِدٌ
وَ فَاطِمُ زَوْجَتِي لَا قَوْلُ ذِي فَنَدٍ
وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ شُكْراً لَا شَرِيكَ لَهُ
الْبِرُّ بِالْعَبْدِ وَ الْبَاقِي بِلَا أَمَدٍ
قَالَ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ وَ قَالَ صَدَقْتَ.
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فَبَقِيَ النَّاسُ مَا شَاءَ اللَّهُ يَتَوَارَثُونَ فِي الْمَدِينَةِ بِعَقْدِ الْأُخُوَّةِ دُونَ أُولِي الْأَرْحَامِ وَ أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ الَّذِينَ آوَوْا وَ نَصَرُوا أُولئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَ بَقِيَ مِيرَاثُ مَنْ لَمْ يُهَاجِرْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَكَّةَ عَلَى الْقَرَابَةِ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولئِكَ مِنْكُمْ وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فَصَارَ الْمِيرَاثُ لِأُولِي الْأَرْحَامِ.
تَفْسِيرِ الْقَطَّانِ وَ تَفْسِيرِ وَكِيعٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّ النَّاسَ كَانُوا يَتَوَارَثُونَ بِالْأُخُوَّةِ فَلَمَّا نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ .. وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُهاجِرِينَ وَ هُمُ الَّذِينَ آخَى بَيْنَهُمْ النَّبِيُّ ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ ص مَنْ مَاتَ مِنْكُمْ وَ عَلَيْهِ دَيْنٌ فَإِلَيَّ قَضَاؤُهُ وَ مَنْ مَاتَ وَ تَرَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِهِ فَنَسَخَ هَذَا الْأَوَّلَ فَصَارَتِ الْمَوَارِيثُ لِلْقَرَابَاتِ الْأَدْنَى
[1] الحوباء: النفس او القلب.- و الانتماء: الانتساب.
[2] غلام يافع: ناهز البلوغ.- و أنعشه: رفعه و العل: الشرب الثاني. و النهل:
الشرب الأول. و هذا كناية عن غاية اهتمامه( ص) بتربيته على جميع الحالات.