محمد بن يحيى، عن محمد
بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن عمه حمزة بن بزيع، عن ابى عبد اللَّه
عليه السّلام في قول اللَّه عز و جل: «فَلَمَّا آسَفُونا
انْتَقَمْنا مِنْهُمْ» فقال: ان اللَّه عز و جل لا يأسف كأسفنا و لكنه خلق اولياء
لنفسه يأسفون و يرضون و هم مخلوقون مربوبون فجعل رضاهم رضا نفسه و سخطهم سخط نفسه،
لانه جعلهم الدعاة اليه و الادلاء عليه، فلذلك صاروا كذلك و ليس ان ذلك يصل الى
اللَّه كما يصل الى خلقه، لكن هذا معنى ما قال من ذلك و قد قال: «من أهان لى وليا
فقد بارزنى بالمحاربة و دعانى اليها» و قال: «مَنْ يُطِعِ
الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ» و قال: «إِنَّ الَّذِينَ
يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ» فكل هذا و
شبهه على ما ذكرت لك و هكذا الرضا و الغضب و غيرهما من الاشياء مما يشاكل ذلك و لو
كان يصل الى اللَّه الاصف و الضجر و هو الذى خلقهما و أنشأهما لجاز لقائل هذا ان
يقول، ان الخالق يبيد يوما ما، لانه اذا دخله الغضب و الضجر دخله التغيير و اذا
دخله التغيير لم يؤمن عليه الابادة، ثم لم يعرف المكون من المكون و لا القادر من
المقدور عليه و لا الخالق من المخلوق، تعالى اللَّه عن هذا القول علوا كبيرا، بل
هو الخالق للاشياء لا لحاجة، فاذا كان لا لحاجة استحال الحد و الكيف فيه، فافهم ان
شاء اللَّه تعالى.