بسم
اللَّه الرحمن الرحيم الحمد للَّه ربّ العالمين، و صلّى اللَّه على سيّدنا و
نبيّنا محمّد المصطفى و آله الطاهرين، و لعنة اللَّه على أعدائهم أجمعين من الآن
إلى قيام يوم الدين.
و بعد،
فإنّ شرف علم الفقه ممّا لا يكاد يخفى؛ فإنّه علم بالوظائف و التكاليف المقرّرة في
الشريعة الإسلامية على المسلمين من أدلّتها التفصيليّة، فالفقيه بكدّ نفسه و إمداد
إلهي يجهد نفسه و يعمل فكره و رويته في آيات الكتاب الكريم و السنن المأثورة عن
سيّد المرسلين و عن آله الأئمّة المعصومين صلوات اللَّه عليهم أجمعين بعد أن دقّق
النظر في صفات راوي هذه السنن، و تميّز عنده ثقته و عدالته، أو تبيّن عنده عمل
الأصحاب بروايته و قبولهم لها، فيفكّر بعد ذلك كلّه في تشخيص معناها، و يراجع جميع
الروايات الواردة في كلّ مسألة مسألة؛ لكي يظهر له حاصل مقصود النبيّ و الأئمّة
عليهم السلام، الذين هم وسائط إلهية لبيان أحكام اللَّه و معارف الإسلام، و يقايس
حاصلها على ما ربما يدلّ عليه آيات كلام اللَّه المجيد.