و لا يجب في
إحلاف المجوس ضمّ قوله: «خالق النور و الظلمة» إلى «اللَّه» (4) و لو رأى الحاكم
أنّ إحلاف الذمّي بما يقتضيه دينه أردع هل يجوز الاكتفاء به كالإحلاف بالتوراة
التي أُنزلت على موسى عليه السلام؟ قيل: نعم، و الأشبه عدم الصحّة. و لا بأس بضمّ
ما ذكر إلى اسم اللَّه (5) إذا لم يكن أمراً باطلًا.
(4) لإطلاق
أدلّة الإحلاف باللَّه، و عدم دليل على لزوم هذه الضميمة. و ما قيل وجهاً للزوم
ضمّ هذه الضميمة من أنّ المجوس يسمّى النور إلهاً، فيضمّ إلى هذه اللفظة ما يزيل
هذا الاحتمال.
فيه: أنّ
لفظة الجلالة لمّا كانت اسماً للذات المقدّسة، فلا محالة يراد بها عند المجوس
«أهورامزدا»، و لا يراد بها عندهم «يزدان» خالق النور و الحسنات، و لا «أهرمن»
خالق الظلمة و الشرور. بل إذا كان معتقدهم أنّ خالق النور غير خالق الظلمة، فتوصيف
اللَّه بخالق النور و الظلمة لا يفيد، بل هو كاللغو عند الحالف؛ إذ ليس عنده أحد يتّصف
بهذين الوصفين، فكأنّه حلف بمن لا واقع له باعتقاده، و هو موجب للجرأة على الكذب.
(5) لأنّ
الملاك هو الحلف به تعالى، و هو حاصل و إن ضمّ إليه غيره. و لا دليل على المنع عن
هذه الضميمة بعد شمول الإطلاقات. نعم إذا كانت الضميمة أمراً باطلًا يحرم تعظيمه و
تكريمه كالأصنام فحيث إنّ الإقسام إعظام للمقسم به فلا يجوز ضمّ الضميمة حينئذٍ
تكليفاً، و إن لم يضرّ بصحّة الحلف وضعاً.