و الأولى تركه
(9) مع وجود من به الكفاية، لما فيه من الخطر و التهمة.
أمير
المؤمنين عليه السلام: يد اللَّه فوق رأس الحاكم ترفرف بالرحمة[1]
؛ فإنّ بسط
يد اللَّه بالرحمة فوق رأس الحاكم من كمال عناية اللَّه إليه بالرحمة؛ فالحكومة
العادلة مطلوبة له تعالى جدّاً. و ذكر هذه الفضيلة لها في كلامه عليه السلام ترغيب
لكلّ أحد إلى القضاء، فيدلّ على استحبابه عيناً. و مثله ما في خبر سلمة بن كهيل من
إيجاب الأجر و الذخر لمن قضى بالحقّ[2]، فراجع.
(9) هذه
الأولوية احتياط استحبابي؛ لئلّا يقع في مفسدة الحكم بغير ما أنزل اللَّه تعالى و
لو خطأً، كما يدلّ على إرادة هذا المعنى قوله مدّ ظلّه في الاستدلال عليها: «لما
فيه من الخطر و التهمة»، فلا تنافي استحبابه العيني، فهو بنفسه مندوب إليه و موجب
للتظلّل برحمة اللَّه، لكن حيث إنّه غير واجب، و يحتمل فيه العدول عن الحقّ،
فالعقل يحكم بأنّ الأولى و الأحسن عدم التعرّض له؛ مخافة الوقوع في مفسدة الحكم
بغير ما أنزل اللَّه.
و مع ذلك:
فالرجل كلّ الرجل من عانى تعب القضاء و فصل خصومات الناس، و أقام بقضائه حدود
اللَّه تعالى، و لم يصغ إلى وساوس الشيطان، و لم يستند إلى الكسل، و لم يطلب راحة
الدنيا، كلّ ذلك للَّه تعالى
[1] وسائل الشيعة 27: 224، كتاب القضاء، أبواب
آداب القاضي، الباب 9، الحديث 1.
[2] وسائل الشيعة 27: 211، كتاب القضاء، أبواب
آداب القاضي، الباب 1، الحديث 1.