القواعد من البيت
أياصول البيت التي كانت قبل ذلك عن ابن عبّاس وعطاء، قالا: قد كان آدم عليه
السلام بناه ثمّ عفا أثره فجدّده إبراهيم عليه السلام وهذا هو المروي عن أئمّتنا
عليهم السلام».[1]
وكان
إسماعيل يجيء بالأحجار وإبراهيم يبنيها حتّى إذا ارتفع البناء إلى قامة الرجل،
جيء بالحجر الأسود ووضع في مكانه، وتذهب الروايات إلى أنّ البيت العتيق كان حين
بناه إبراهيم في علوّ تسعة أذرع، وفي مساحة تبلغ عشرين ذراعاً في ثلاثين، وأ نّه
قد كان له بابان، ولم يكن عليه سقف. أمّا الحجر الأسود فقيل: أنّ جبريل أتى به من
السماء. وقيل بل صحّبه آدم معه من الجنة حين هبط إلى الأرض، وأ نّه كان أبيض
ناصعاً فأسود من خطايا الناس، وقيل غير ذلك.
أمّا نحن
فما علينا من بأس إذا لم نؤمن بواحد من هذه الأقوال وما إليها، ولسنا مكلّفين
بالبحث عن صدقها ولا بمعرفة مصدر الحجر وسببه. أجل إنّنا نقدّسه وكفى؛ لأنّ رسول
اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم كان يقدّسه ويعظمه، وإذا سئلنا عن سرّ تقديس
النبي لهذا الحجر قلنا: اللَّه ورسوله أعلم.
وأيضاً ذهب
بعض الروايات إلى أنّ الكعبة بقيت على بناء إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام إلى
أنّ جدّد بناءها قصي بن كلاب الجدّ الخامس للرسول الأعظم صلى الله عليه و آله و
سلم، وأ نّها بقيت على بناء قصى، حتّى بلغ النبي الخامسة والثلاثين من عمره
الشريف، فجاء سيل عظيم فأخذ جدران الكعبة فيما أخذ، فجددت قريش بناءها، ولمّا
ارتفع البناء إلى قامة الرجل. وآن أن يوضع الحجر الأسود في مكانه اختلفت القبائل:
أيّها يكون لها فخار وضعه؟ وكادت الحرب أن تنشب