و حكى ابن سعد عن الواقدي، قال: كانت أسنّ من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بخمس عشرة سنة[1].

قال الواقدي: و كانت ذات شرف، و مال كثير، و تجارة تبعث إلى الشّام، فيكون عيرها كعير عامّة قريش، و كانت تستأجر الرّجال و تدفع المال مضاربة، فلمّا بلغ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم خمسا و عشرين سنة[2]- و ليس له بمكّة اسم إلّا الأمين- أرسلت إليه، تسأله الخروج إلى الشّام مع عيرها؛ مع مولاها ميسرة، فسافر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعيرها إلى الشّام، فرأى غلامها ميسرة منه في الطّريق العجائب، و رأى الغمامة تظلّه.

فلمّا قدم مكّة رأت الغمامة على رأسه، و حكى لها ميسرة ما شاهد، فتزوّجته بعد قدومه من الشّام بيومين‌[3]، زوّجه إيّاها أبوها، و قيل: أخوها عمر بن خويلد[4]،

[1] - ترجمة أمّ المؤمنين خديجة من الطّبقات الكبرى 8/ 15.

[2] - قال ابن عبد البرّ في ترجمة أمّ المؤمنين خديجة من الاستيعاب 4/ 1818: و كان رسول اللّه إذ تزوّج خديجة ابن إحدى و عشرين سنة، و قيل: ابن خمس و عشرين سنة، و هو الأكثر، و قيل: ابن ثلاثين سنة.

[3] - خ و هامش ط عن نسخة: بشهرين، بدل:« بيومين».

[4] - أ و ط و ن: عمرو بن خويلد.