نام کتاب : تذكرة الخواص من الأمة بذكر خصائص الأئمة نویسنده : سبط ابن الجوزي جلد : 2 صفحه : 294
و المصلّي إلى القبلتين إذا
انحرفوا، و المشهود له بالإيمان إذا كفروا[1]،
و المدعوّ بخيبر إذ نكلوا، و المندوب لنبذ عهد المشركين إذ نكثوا[2]،
و المخلوف[3] على الفراش ليلة الهجرة إذ
جبنوا[4]، و الثّابت يوم أحد إذ هربوا[5]،
و المستودع للأسرار ساعة الوداع إذ حجبوا.
هذي المكارم لا قعبان من لبن
شيبا بماء فعادا بعد أبوالا
و كيف يكون بعيدا من كل سناء و سموّ، و ثناء و علوّ، و قد
نحلته و رسول اللّه أبوّة؟[6] و أنجبت بينهما جدود، و رضعا
بلبان، و درجا في سنن، و تفيّئا بشجرة، و تفرّعا من أكرم أصل، فرسول اللّه
للرّسالة و أمير المؤمنين للخلافة، رتق اللّه به فتق الإسلام حتّى انجابت طخية
الرّيب، و قمع نخوة النّفاق حتّى ارفأنّ جيشانه، و طمس رسم الجاهليّة، و خلع ربقة الصّغار
و الذّلّة، و كفت الملّة العوجاء، و رنق شربها، و جلاها[7]
عن وردها، واطئا كواهلها، آخذا بأكظامها[8]،
يقرع هاماتها، و يرحضها عن مال اللّه حتّى كلمها الخشاش، و عضّها الثّقاف، و نالها
فرض الكتاب[9]، فجرجرت جرجرة العود الموقع،
فزادها و قرا، فلفظته أفواهها، و أزلقته بأبصارها، و نبت[10]
عن ذكره أسماعها،