أ و ما ترون أيّ عقبة تقتحمون؟ و أيّ هضبة تتسنّمون؟ و أنّى[3]
تؤفكون؟ بل يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَ هُمْ لا
يُبْصِرُونَ[4].
أصنو رسول اللّه تستهدفون؟! و يعسوب دين اللّه تلمزون؟ فأيّ
سبيل رشاد بعد ذلك تسلكون؟ و أيّ خرق بعد ذلك ترقعون؟
هيهات، هيهات! برز و اللّه في السّبق، و فاز بالخصل، و استولى
على الغاية، و أحرز الفصل و الخطاب، فانحسرت عنه الأبصار، و انقطعت دونه الرّقاب،
و فرّع الذّروة العليا، و بلغ الغاية القصوى، فعجز من رام سعيه[5]
و عنّاه الطّلب وفاته المأمول و الأرب، و وقف عند شجاعته الشّجاع الهمام، و بطل
سعي البطل الضّرغام، وَ أَنَّى لَهُمُ
التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ[6].
فخفضا خفضا، و مهلا مهلا[7]،
أفلصديق رسول اللّه تثلبون؟[8] أم لأخيه تسبّون؟
و هو شقيق نسبه إذا نسبوا، و نديد هارون إذا مثّلوا[9]،
[و ذو قوى كبرها إذا امتحنوا][10]،
[1] -« الخضم»: البحر الواسع. و
في ع: الخضيم. و في ج و ش: العظيم، بدل« العليم».