احتمال
تقريب أو ترتيب، فنافس عليه واغتنمه إن كنت من أهله، وتدبّر فيه واستعن بمنّ
اللَّه وفضله، فإنّه من كنوز المعارف الإلهية ورموز اللطائف الربّانية.
وهو
المرموز إليه بقوله (تعالى): «لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ
إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا»[1]؛
إذ لو تعدّدا لأمكنا، ولو أمكنا ولم يكن ثمّة واجب الوجود بالذات تهاوت الأرض
والسماوات، فإنّ العلّة إذا بطلت بطلت المعلولات؛ لعدم قيّوم يمسكها:
«إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولا»[2].
وهذا كافٍ لك إن شاء اللَّه، وكلّه ممّا دلّنا عليه وقادنا إليه التفكّر في الوجود
والموجودات وما فيها من الآيات والبيّنات والدلائل الواضحات:
«سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ
أَنَّهُ الْحَقُّ أَ وَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ
شَهِيدٌ»[3].