فيُدّعى
انَّ المراد من (الخلفاء الراشدين) الوارد ذكرهم في هذا الحديث هم: (أبو بكر) و
(عمر) و (عثمان) والإمام علي عليه السلام، وانَّ هذا الحديث قد نصَّ على وجوب
اتّباعهم، والأخذ بسنّتهم، وجعلوا ذلكَ من المسلَّمات المفروغ عنها، والتي لا
ينبغي أن تخضع للنقاش والتحقيق.
ونحن
نعتقد بأنَّ هذا الحديث لا يمتلك أهلية الدلالة على المعنى المذكور، ولا ينهض
للوفاء بذلك الأمل الكبير الذي عُقد عليه!
ولنا
على إثبات صحة ما نذهُب إليه طريقان:
الطريق
الأول: إننا نعتقد بأنَّ هذا الحديث من الأحاديث الضعيفة جداً، ولعلّه
أيضاً من الأحاديث الموضوعة في عصر متأخر عن زمن النبي الأكرم صلى الله عليه و آله
و سلم، والمنسوبة إليه بغير حق، على غرار المئات من الأحاديث الاخرى التي وضعها
الواضعون بدوافع مختلفة، وسوف نبيِّن القرائن التي توجِّه الحديث نحو هذا المسار.
الطريق
الثاني: إنَّنا على فرض التسليم لصحة الحديث، والتنازل عن القرائن التي
أقمناها على ضعفه، فانَّنا سوفَ نثبت انَّه ليس المقصود من (الخلفاء الراشدين)
فيه ما قصدَهُ أبناء العامة، وإنَّما المقصود منهم أئمة أهل البيت عليهم السلام.
[1] الدارمي، سنن الدارمي، ج: 1، ص: 57، ح: 59، باب
اتباع السنّة. وسنن أبي داود، ج: 4، ص: 200، باب: لزوم السنة، ح: 4607، وفيه( وسنة
الخلفاء المهديين الراشدين). وسنن الترمذي، المجلد الخامس، كتاب العلم، ص: 43،
باب: 16، ح: 2676. وسنن ابن ماجة، ج: 1، ص: 16، ح: 43، باب: اتباع سنة الخلفاء
الراشدين المهديين. ومسند أحمد، ج: 5، ص: 109، ح: 16692، وح: 16694، وح: 16695.
وكنز العمال، ج: 6، ص: 55، ح: 14818، وفيه:( ولا تنازعوا الأمَر أهله، وان كانَ
عبداً أسودَ، عليكم بما تعرفون من سنّة نبيكم و الخلفاءِ الراشدين المهديين).
وتلبيس إبليس، تحقيق: الدكتور الجميلي، ص: 21.