responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 142

وكم للدنيا من إقبال وادبار وترفيع وتسقيط ... فإذا نظر الإنسان إلى الدنيا من خلال هذه المشاهد لم تفتنه الدنيا، ولم يلهه الأمل، ولم يطل أمله في الدنيا، ولا تخدعه الدنيا بزهوها ولهوها وفتنتها، ويعرف كيف يعيش في الدنيا، دون أن يركن إليها، وكيف يعمر الدنيا من غير أن يستوطنها.

هذه النقطة من أساسيّات منهج التربيّة الإسلاميّة.

ولأمير المؤمنين (ع) كلمة في هذا المجال دقيقة ومعبّرة، ومن رقائق الثقافة الإسلاميّة، تحدثت عنها في كتاب (الهوى في حديث أهل البيت (عليهم السلام))، أنقل إليكم شطراً منه.

يقول أمير المؤمنين (ع): «كان لي فيما مضى أخ في الله، وكان يعظّمه في عيني صغر الدنيا في عينه»[1]، فهناك إذن من الناس من يستصغر الدنيا، ومن الناس من يستعظمها، وهاتان رؤيتان إلى الدنيا.

يقول أمير المؤمنين عليّ (ع) في وصف الدنيا:

«ما أصف من دار أوّلها عناء، وآخرها فناء، في حلالها حساب، وفي حرامها عقاب، من استغنى فيها فُتن، ومن أفتقر فيها حزن»[2]

، وهذا هو الوجه الباطن للحياة الدنيا، والرؤيّة الواعيّة النافذة إلى الدنيا.

ثمّ يقول (ع):

«من ساعاها فاتته، ومن قعد عنها واتته»[3]،

وهذه سُنّة من سنن الله تعالى في علاقة الإنسان بالدنيا، لا تختلّ، ولا تتغيّر، فمن يركض وراء الدنيا و (يساعيها) ويجاريها تُتْعِبُه، فلا يكاد يحقّق طموحه فيها، وكلّما يكسب فيها من رزق يطمح فيها إلى أبعد من ذلك، ويسعى إليه، فهو يجاري الدنيا ويركض خلفها، دون أن يصل إلى غايته منها، ومن يتجمّل في طلبها، فإن الدنيا تؤاتيه وتطاوعه، وينال حاجته منها.


[1] - نهج البلاغة: الخطبة 289.

[2] - نهج البلاغة: الخطبة 82.

[3] - نهج البلاغة: الخطبة 82.

نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست