نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 141
إذن المحظور
من الدنيا أمران.
(التعلّق
بها) و (الركون إليها). والركون هو الاطمئنان.
والسائغ
من الدنيا هو التعامل معها والتمتّع بطيّباتها، ولكن بشرط ألا يستغرق هذا التعامل
الإنسان، فإن الاستغراق في التعاطي مع الدنيا يؤدّي بالإنسان غالباً إلى المحظورين
اللّذين ذكرناهما وهماالتعلّق والحبّ أوّلًا، والاطمئنان والركون ثانياً.
وكيف
يمكن الركون إلى الدنيا؟ وهي دار قلعة، كما قال أمير المؤمنين (ع)، وما أسرع ما
يقلع الإنسان عنها شاء أم أبى، ورضي أم سخط.
والاطمئنان
والركون الذي يأمرنا الإسلام به في منهج التربيّة الإسلاميّة هو الاطمئنان بذكر
الله والركون إلى الله ورحمته والرجاء برحمة الله.
يقول
تعالى: أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد:
28].
يقول
عليّ بن الحسين (ع):
والله
إنَّ لكم مما فيها عليها دليلًا وتنبيهاً من تصريف أيّامها وتغيّر انقلابها،
ومثلاتها وتلاعبها بأهلها، وإنّها لترفع الخميل، وتضع الشريف، وتورد أقواماً إلى
النار غداً، ففي هذا معتبر ومختبر وزاجر لمنتبه
.
إن الدنيا حلوة، خضراء، لاهية، فاتنة، تفتن أهلها وتلهيهم، وتجتذبهم، وتسحر
عيونهم، لكن الذين ينظرون إلى الدنيا من خلال تقلّباتها ومثلاتها (شدائدها،
وعذابها، ومعاناتها) وتغريرها بأهلها، وتصرّم أيامها، وانقضاء لذاتها وشهواتها لا تسحرهم
الدنيا ولا تفتنهم ويحذرون من أن تفتنهم وتسحرهم.
إنّ
الدنيا ترفع الوضيع الخامل، وتضع الشريف النابه ... ومن هذه الدنيا يسقط أقوام في
نار جهنم، ومن أجل هذه الدنيا يرتكب ناس أفظع الجرائم، ثمّ ينتهي أمدهم في الدنيا،
ويسقطون في درجات الجحيم.
نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 141