responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 90

ولا بدّ لنا- قبل الخوض في الموضوع- أنّ نحقّق في علّة مهاجرة هؤلاء الفرس من إيران وإقامتهم في اليمن وما والاها، كي ندرك الموضوع بصورة أوضح.

ظهرت الحبشة على بلاد اليمن في ملك قباد أبي أنوشيروان‌[1] وكان سبب ظهورهم: أنّ ملك اليمن في ذلك الزمان: ذانواس- وهو الملك السابع والثلاثون من ملوك اليمن بعد الطوفان- كان يهودياً[2]، وقد تنصّر بعض أهالي نجران، فقَدِم عليه يهودي‌من نجران وشكا إليه، أنّ نصارى نجران قتلوا إبنين له ظلماً، واستنصره عليهم، فحمي ذونواس لليهودية فسار احليهم بجنوده من حمير وقبائل اليمن فجمعهم ثم دعا إلى دين اليهودية فخيّرهم بين القتل والدخول فيها، فاختاروا القتل، فجعل يطلب مَن قال بهذا الدين ويحفر لهم في الأرض حفرة الأخدود، فحرّق بالنار وقتل بالسيف ومثّل بهم كلّ مثلة حتى قتل منهم قريباً من عشرين ألفاً حتى أتى عليهم. وفيه قال الله‌


[1] مروج الذهب 78: 2 وفي الطبري 123: 2: أنّ ذلك كان في زمن أنوشيروان وهذا لا يصح، إذ ملك الحبشة( اليمن) أكثر من ثمانين عاماً، وزالوا على عهد أنوشيروان لخمس وأربعين من ملكه( للمسعودي 82: 2) فلا يصحّ أن يكون ظهورهم في اليمن أيضاً على عهده.( المعرِّب).

[2] وقد نقل المؤرّخون العرب في سبب تهوّد اليمنيّين بعد عبادة الأصنام: أنّ تبّع بن حسّان الملك الحادي والعشرين من ملوكهم بعد الطوفان خرج من اليمن الى الحجاز فمرّ بالمدينة وأراد حربها، فخرج إليه حبران من يهود بني قريظة بالتوراة وحذراهُ- إن هو حارب المدينة- من عاجل العقوبة وآجلها، فوقع في قلبه كلامهما فآمن باليهودية، ثم نقلها معه الى اليمن، وتحاكم مع أهل اليمن الى أن يدخل الحبران النار فإن لم تحرقهما آمنوا باليهودية، فدخلا النار فلم تحرقهما، فآمنوا باليهودية، إنتهى. بينما يحكي القرآن عن بلقيس على لسان الهدهد: وَجَدْتُها وَ قَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ( النمل: 24) ثم يصرّح القرآن الكريم بإيمانها بسليمان وحكم سليمان على اليمن، وسليمان من أنبياء بني إسرائيل اليهود. ويعدّ المؤرّخون بلقيس الملكة بعد عشرة ملوك من بعد الطوفان أي قبل تبّع بعشرة ملوك اّخرين، إذن فاليهودية سبقت تبّع بعشرة ملوك. وكانوا قبل اليهودية يسجدون للشمس لا الأصنام، وحتى لو كانت لهم أصنام فهي كانت تماثيل للشمس وقوى الطبيعة. والغريب أن لم يتنبّه لهذا ابن هشام 27: 1 على هامش الروض الأنف للسهيلي، ولا اليعقوبي 171: 1، ولا الطبري 107: 2 ولا أحد المعلّقين على طبعات هذه الكتب، مع وضوح الموضوع وقطعيته قرآنياً.

نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 90
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست