responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 82

يومذاك تجد نفسها كوحدة تقابل سائر الأقوام والأُمم، بل كانت الوحدة التي يتعصّب لها العربي هي وحدة القبيلة فقط، فكان يفخر بعشيرته وقومه فقط.

أمّا الإسلام فإنّه لم يلتفت الى هذه الأحاسيس المتعصّبة بل كافحها بشدّة.

فقد قال القرآن الكريم بصراحة تامّة: يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى‌ وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ‌[1].

فهذه الآية الكريمة و ما رافقها من بيان تأكيد من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وما عامل به القبائل المختلفة من العرب وغيرهم، قد بيّن طريق الإسلام في هذا الأمر بوضوح.

وحينما طرح بعض العرب مسألة العروبة على أثر سلطة الأُمويين وسياستهم اللا إسلامية والتي أثارت العصبيات العنصرية والقومية، قام سائر المسلمين ومنهم الفرس الإيرانيون بمقاومتها، وكان شعارهم في ذلك الآية السابقة، ولذلك كانوا يسمون أنفسهم ب- «الشعوبية» بمناسبة كلمة «شعوباً» التي جاءت في هذه الآية الكريمة، وكانوا يسمّون أنفسهم أيضاً «أهل التسوية» أي أصحاب المطالبة بالمساواة بين الناس المؤمنين.

والمقصود من كلمة «قبائل» بناءً على حديث الإمام الصادق (ع) وبعض المفسّرين: هي الوحدات التي تشبه وحدة القبيلة العربية، والمقصود- على هذا- من كلمة «شعوباً» هي الوحدات القومية التي تكون قد تجاوزت الوحدة القبلية الى وحدة أكبر وأكثر. وعلى هذا فيكون واضحاً وجه تسميتهم أنفسهم بهذا الاسم، وهذا بنفسه يُفهمنا أنّ النهضة الشعوبية كانت نهضة مضادّة للعصبية العربية وأنّها كانت نهضة للدفاع عن الأُصول الإسلامية، أو كان أساسها على ما قلناه، وإن كان هناك من جرّ أمره الى المضادّة مع الإسلام نفسه فلا يكون هذا دليلًا على أن الشعوبيين كانوا أعداء الدين‌[2].

وقد اعترف جميع المؤرّخين بأنّ رسول الله (ص) كان يكرّر هذه الجملة يقول:


[1] الحجرات: 13.

[2] وسنوضّح بعد هذا شأن الشعوبيين وبعض ردود فعلهم المتطرّفة ضدّ العنصرية العربية.

نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست