نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى جلد : 1 صفحه : 76
بحكم أنّها
لا لون ولا رائحة فيها لأُمة خاصّة، ثم بحكم أنّ الأُمة قد تقبّلتها فهي لها
ومنها.
والعكس
صحيح أيضاً؛ ذلك أنّه من الممكن أن تسلك فرقة من الأُمة مسلكاً تتّخذه ديناً
خاصّاً لها ثم لا يعدّ ذلك ديناً قومياً لتلك الأُمة، وذلك من حيث إنّ هذا الدين
لم يتّخذ صبغة هذه الأُمة إن لم يكن ذا صبغة من أُمة أُخرى، أو من حيث إنّ هذا
الدين لم يقع موقع القبول لدى هذه الأُمة التي قام هو ونشأ من بعض أفرادها،
فالمزدكية والمانوية مثلًا انبثقت في هذه الأُمة الإيرانيّة إلّا أنّها لم تستطع
أن تجتذب إليها جميع الأُمة ولا أكثرها ولا أن تحظى بتأييدها وعلى هذا فلا يمكننا
أن نحسب هذين المسلكين من الظواهر الفكرية القومية لهذه الأُمة. بل لو أردنا أن
نعدّ مثل هذه الأُمور من الظواهر القومية باعتبار مبتدعيها وأتباعها المعدودين
نكون قد أهنّا عواطف الأكثرية من هذه الأُمة وأحاسيسها إهانة كبرى.
وقد
عُلِم من مجموع ما قلناه الى هنا: أنّنا بالنظر الى العواطف والأحاسيس القومية لا
يمكننا أن نعدّ كلّ ما كان نابعاً من أوساط الوطن قومياً، ولا أن نحسب كلّ ما
جاءنا من حدود وأراض أُخرى أجنبياً غريباً عنّا. بل العمدة في المقام أن نرى هل
أنّ لهذا الشيء صبغة أُمة خاصّة أم هو عالمي عام لا لون له؟ ثم هل أنّ هذه الأُمة
المعنية قد قبلته بطوعها ورغبتها أم لم تقبله إلّا كُرهاً واضطراراً؟ فإن حصل
الشرطان في الشيء كان ذلك قومياً وطنياً، وإلّا كان أجنبياً، سواء حصل أحد
الشرطين أم لم يحصلا.
وعلى
كلّ حال؛ فإنّ «قيام الشيء من بين أُمة ما» ليس سبباً صحيحاً لأنّ نحسب الشيء
قومياً وطنياً، ولا أن نعدّه غريباً وأجنبياً.
والآن
علينا أن نبحث حول ما إذا كان الإسلام بالنسبة الى هذه الأُمة الإيرانية حاصلًا
على هذين الشرطين أم لا؟: فهل أنّ للإسلام لون أُمة خاصّة كالعرب مثلًا؟
نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى جلد : 1 صفحه : 76