3- يوحنّا بن حيلان، هو الذي ذكرناه في ترجمة إبراهيم القويري، وقلنا أنّه كان شيخ الفارابي في المنطق. ولا يُدرى متى وأين درس الفارابي المنطق على يوحنا هذا، فقيل إنّ الفارابي قد كان سافر إليه إلى حرّان بالشام‌[1] ويصرح ابن القفطي أنّ ذلك كان في بغداد[2]. بينما يظهر من كلام الفارابي المنقول في «عيون الأنباء» أنّ يوحنا لم يأت الى بغداد.

4- أبو العبّاس محمّد بن محمّد النيسابوري الإيرانشهري. وليس بأيدينا معلومات صحيحة عنه. ذكره أبوريحان البيروني في كتابه «الآثار الباقية» وناصر خسرو في كتابه «زاد المسافرين». وقيل: أنّ الأفكار الفلسفية لمحمّد بن زكريا الرازي بشأن قدم المكان والهيولى مأخوذة عنه. وقيل إنّه كان يدّعي النبوّة للعجم‌[3] ولا يدرى هل هو من تلامذة وأتباع الكندي أو من مجموعة القويري وابن حيلان والمروزي؟ أو هو مستقل عن كلّ هؤلاء أو هو مرتبط بغير هؤلاء؟

والى هنا عُلم أنّه الى حدود أوائل القرن الرابع كانت للفلسفة طريقتان طريقة بدأت بالكندي وكانت تشتمل على المنطق والفلسفة والطب والنجوم والموسيقى وغيرها، والطريقة الأُخرى هي طريقة الحرّانيين التي لم تكن تتجاوز المنطق بدائياً.

الطبقة الثالثة

وفي هذه الطبقة خمسة معروفون يذكرون:

1- أبوبكر محمّد بن زكريا الرازي، الذي اشتهر بلقب «جالينوس العرب». وأكثر تخصصه واشتهاره بالطب، بل إنّه في فنّ الطبّ يُحسب الأوّل في التاريخ، ويفضّله بعضهم حتى على ابن سينا. ولد عام (251 ه-) ومات (313 ه-). وقد قلنا سابقاً أنّ ابن النديم عدّه من تلامذة البلخي والمحتمل المفضّل أن ابن البلخي هذا هو

[1] وفيات الأعيان لابن خلكان في ترجمته.

[2] تاريخ الحكماء للقفطي: 277.

[3] الدكتور مهدي المحقّق في مقدّمة ترجمته للسيرة الفلسفية للرازي.