responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 381

احتاجوا إلى تتبع الأشعار العربية القديمة بقدر الإمكان ... ولفهم معاني هذه الأشعار العربية أحسّوا بضرورة علم الأنساب والاطلاع على الأيام وأخبار العرب بصورة عامة. ولتكميل الأحكام النازلة في القرآن الكريم لأُمور الحياة لزمهم السؤال من الأصحاب والتابعين عن أقوال وافعال النبيّ (ص) في مختلف الأحوال والأوضاع، وهكذا ظهر في النتيجة علم الحديث. ولمعرفة اعتبار الأحاديث لزم الوقوف على أسناد الأحاديث، وللتحقيق في حقيقة الأسناد كان من الضروري الوقوف على التواريخ والسير وأوصاف وأحوال هؤلاء الأشخاص، وجرّ هذا إلى مطالعة أحوال مشاهير الرجال وترتيب علم الوقائع والأزمنة. ولم يكن تاريخ العرب كافياً لفهم معاني كثير من الإشارات الموجودة في القرآن بل إنّ تواريخ مجاوري العرب من الإيرانيّين واليونانيين والحميريين والحبشيين وغيرهم كان إلى حدّ ما لازماً لفهم تلك الإشارات. و لنفس هذا السبب ولجهات عملية أُخرى كانت ترتبط باتساع رقعة الإسلام عدّوا علم الجغرافيا أيضاً واجباً الى حدّ ما»[1].

وجرجي زيدان أيضاً يبني نظره على هذا الأساس، فإنّه أيضاً يقول: إنّ التفات المسلمين الى العلوم بدأ من القرآن الكريم، إذ كان المسلمون قد أعجبوا بالقرآن واهتموا بتلاوته تلاوة صحيحة، فانّ القرآن كان قد ضَمِن لهم دينهم ودنياهم، ولذلك فهم صرفوا جميع مساعيهم في فهم أحكام القرآن. إنّ إحساس المسلمين بالحاجة إلى فهم الفاظ ومعاني القرآن أوجد لهم مختلف العلوم الإسلامية. وخلاصة القول إنّ الخلية الحيّة التي ظهرت في المجتمع الإسلامي ونمت وتكاملت حتى أوجدت ذلك التمدّن الإسلامي العظيم؛ هي تلك العلاقة بين المسلمين والقرآن التي كانت تصل بهم الى حدّ الإعجاب به. وبشأن هذا الإعجاب العظيم للمسلمين بالقرآن الذي أصبح منشأ إقبال المسلمين على فتح أبواب العلوم يقول جرجي زيدان: «وقد عنى المسلمون في كتابة القرآن وحفظه عناية ليس بعدها عناية، فكتبوه على صفائح‌


[1] بالفارسية: تاريخ أدبيات إيران: 391- 392.

نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 381
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست