نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى جلد : 1 صفحه : 382
الذهب
والفضة، وعلى صفائح العاج، وطرزوا آياته بالذهب والفضة على الحرير والديباج،
وزيّنوا بها محافلهم ومنازلهم، ونقشوها على الجدران في المساجد والمكاتب والمجالس،
ورسموه بكل الخطوط وأجملها على كلّ أصناف الرقوق والجلود والكواغد بالأدراج
والكراريس والرقاع بأصناف المداد وألوانها وملأوا ما بين السطور بالذهب.
و
كان الخلفاء و الامراء و السلاطين يتبركون بكتابة المصاحف بأيديهم ويختزنونها في
المساجد أو نحوها. وفي دار الكتب الخديوية (المصرية) بالقاهرة أمثلة كثيرة من
المصاحف المخطوطة بمعظم الأشكال المذكورة من القلم الكوفي الخالى من الشكل
والأعجام الى إتمام الأعجام و الشكل وما بينهما. وقد ضبطوا عدد سور القرآن وآياته
وكلماته وحروفه، وعدّوا ما فيه من الألفات والباءات إلى الياءات»[1].
ويقول:
«... وارتسمت عباراته على ألسنة أُدبائهم، وأصبح هو المرجع في الشرع والدين
واللّغة والإنشاء وفي كلّ شيء. فاقتبسوا أساليبه في خطبهم وكتبهم، وتمثلوا بآياته
في مؤلفاتهم، وظهرت آدابه وتعاليمه في اخلاقهم وأطوارهم، مع تباعد الأُممالتي
اعتنقت الإسلام في أُصولها ولغاتها وبلادها. واستشهدوا بأقواله ونصوصه في علومهم
اللّغوية، فضلًا عن العلوم الشرعية. ففي كتاب سيبويه وحده 300 آية من القرآن،
وأصبح أهل البلاغة لاتروق لهم الكتابة أو الخطابة إلّا إذا رصّعوها بشيء من آي
القرآن»[2].
ويقول
جرجي زيدان: «كان في المكتبة التي أسسها العزيز بالله ثاني خلفاء الفاطميين،
بمساعدة وترغيب وزيره يعقوب بن كلس، عند استيلاء صلاح الدين الأيوبي على مصر 3400
ختمة قرآن بخطوط منسوبة، محلاة بالذهب»[3].