responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 303

... إنّ هؤلاء الناس اعتنقوا لأوّل مرّة في التاريخ فلسفة واحدة وتبنّوا فكرة واحدة واتّجهوا الى أمل واحد ووجدوا لأنفسهم هدفاً واحداً، ووُجدت بينهم أحاسيس أخوية ... و هذا وإن تحقّق في طول أربعة قرون إلّا أنّه تحقّق واستمر حتى اليوم شاملًا 98% من هذه الأُمة. بينما حكم النظام الموبدى في إيران هذه المدة كان يسعى دائباً في سبيل إيجاد وحدة عقائدية على أساس الزرادشتية، ولكنّه لم يوفق قط. في حين حصل الإسلام على هذا التوفيق بما فيه من قوّة اقناعية في محتواه وقوّة مغناطيسية في روحانيته ومعنويته، وإن كان الحكم الإسلامي العربي قد انحسر عن إيران بعد قرنين من الزمن.

إنّ الإسلام أصبح سدّاً أمام توسع المسيحية في إيران وانتشاره في الشرق بصورة عامة.

نحن لا نستطيع أن نقول الآن إنّ إيران لو كان يصبح مسيحياً كيف كان يكون، إلّا أننا نتمكن من التخمين بأنّه كان يأتي على إيران ما أتى على سائر الأُمم والدول التي اعتنقت المسيحية أي ظلمات القرون المسيحية الوسطى. إنّ إيران أصبحت ببركة إسلامها من حملة مشعل حضارة عظيمة بعنوان الحضارة والتمدّن الإسلامي، في حين كانت الأُمم المسيحية تغطّ في ظلمات القرون الوسطى.

وهنا تساؤل يطرح نفسه على الفكر يقول: لو كان هذا من خصائص الإسلام وذاك من توالي المسيحية فلماذا نرى الأمر اليوم على العكس تماماً؟!

والجواب واضح: إنّهم تركوا المسيحية منذ سبعة أو ثمانية قرون، ونحن تركنا الإسلام!

إنّ الإسلام كسر الحصار الديني والسياسي الذي كان قد فُرض على إيران، فلم يكن يقدر الإيراني على إبراز استعداداته الفكرية بين سائر الأُمم، ولم يكن يُرخّص لهذه الأُمّة أن تستفيد من نتائج أفكار سائر الأُمم المجاورة فضلًا عن البعيدة ... وفتح‌

نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 303
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست