responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 304

الإسلام أبواب سائر أُمم الأرض على إيران والإيراني، وأبواب إيران على حضارات وثقافات سائر الأُمم. وحصلت للإيرانيّين من هذه الأبواب المفتوحة نتيجتان:

إحداهما: إنّهم تمكنوا من أن يثبتوا للآخرين لياقتهم واستعداداتهم الفكرية الى درجة أن تقبلهم العالم بالقيادة في كثير من العلوم والفنون والصناعات.

وثانيتهما: إنّهم استطاعوا بتعرفهم على الثقافات والحضارات الأُخرى أن يُسهموا إسهاماً عظيماً في تكميل ونشر حضارة وثقافة إنسانية عالمية باسم الإسلام.

ولهذا فنحن نرى- من ناحية- لأوّل مرّة في تاريخ هذه الأُمّة: أنّ الإيراني أصبح مرجعاً دينياً لغير الإيراني؛ فمثلًا نرى ليث بن سعد الإيراني إماماً للمصريين، وأبا حنيفة الإيراني إماماً أعظم لا نظير له بين أئمتهم؛ وأبا عبيدة معمر بن مثنى وواصل بن عطاء وأمثالهم أئمة في الكلام والجدل والعقيدة، وسيبويه والكسائي إمامي الصرف والنحو وآخرين أئمة في اللّغة والبلاغة والأدب والتفسير والحديث وأُصوله والفقه وأصله وسائر الفروع الإسلامية.

ولا بأس أن ننقل هنا هذا الخبر:

نقل الشيخ محمّد أبوزهرة في كتابه «أبو حنيفة حياته وعصره» يقول: «جاء في العقد الفريد لابن عبد ربّه ما نصه: قال لى ابن أبي ليلى: قال لى عيسى بن موسى وكان دياناً شديد العصبية: من كان فقيه العراق؟ قلت: الحسن ابن أبي الحسن. قال: ثم من؟ قلت: محمّد بن سيرين. قال: فما هما؟ قلت: موليان. قال فمن كان فقيه مكّة؟ قلت: عطاء ابن أبي رباح ومجاهد وسعيد بن جبير وسلمان بن يسار. قال: فما هؤلاء؟ قلت: موال. قال: فمن فقهاء المدينة؟ قلت: زيد بن أسلم ومحمّد بن المنكدر ونافع ابن نجيح. قال: فمن هؤلاء؟ قلت: موال. فتغير لونه ثم قال: فمن أفقه أهل قُباء؟ قلت: ربيعة الرأي وابن أبي الزناد. قال فما كانا؟ قلت: من الموالي. فأربدّ وجهه ثم قال: فمن فقيه اليمن؟ قلت: طاووس وابنه وابن منبّه. قال: فمن هؤلاء؟ قلت: من الموالي. فانتفخت أوداجه وانتصب قائماً وقال: فمن كان فقيه خراسان؟ قلت: عطاء بن عبدالله‌

نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 304
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست