responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 257

نعم لابأس أن يقبل الإنسان- بعد إقباله على الله- على أوليائه وعباده، يجعلهم شفعاء له الى الله للدعاء والاستغفار منه، أي يستمدّ منهم- وهم أحياء يرزقون و عباد صالحون- أن يدعوا الله له كي يهب له النور في بصره والبصيرة في دينه مثلًا، أو أن يغفر له ذنوبه بلطفه وكرمه.

وقلنا لا بأس بهذا؛ لأنّ الواسطة هنا موجود حى يرزق قد طوى مراحل من العبودية لله سبحانه، فهو بإمكانه أن يتوجه الى الله أحسن وأجمل وأكمل وأزكى وأنمى وأطهر وأسنى وأكثر، فهو أقرب منا إليه سبحانه وإن كان هو أقرب إلينا من حبل الوريد. ونقرأ في زيارة رسول الله (ص): «اللهمّ إنّي اعتقد حرمة صاحب هذا المشهد الشريف في غيبته كما اعتقدها في حضرته، وأعلم أن رسولك وخلفاءك (عليهم السلام) أحياء عندك يرزقون، يرون مقامي ويسمعون كلامي ويردون سلامى» ونقرأ أيضاً: «اللهمّ إنّك قلت: وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً[1] وإنّي أتيتك مستغفراً تائباً من ذنوبى، وإنّي اتوجه بك الى الله ربّي وربّك ليغفر لى ذنوبي».

فالتوجّه الى الله والتوسل إليه بأوليائه هكذا ليس من الشرك في شي‌ء، بل إنّما هو من عيون العبادات الحقّة.

أمّا قياس هذا الموبد التوجه الى النار بالتوجه الى الكعبة؛ فقد بحثنا حوله قبل هذا و تبيّن أنّه قياس مع الفارق.

ويقول هذا الموبد: إنّ في النار فوائد كثيرة للإنسان؛ ولذلك فهو على حقّ لو أذعن لها بحرمة فائقة!

ونقول: هنا بيت القصيد؛ بل إنّما بُعث الأنبياء كي يعرّفوا الإنسان بمنبع الخيرات والبركات والنعم والآلاء، وكي يعطوه بصيرة نافذة في أمثال هذه الأُمور، وكي‌


[1] سورة النساء: 64.

نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 257
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست