responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 256

نعلم أنّ الزرادشتيين باقبالهم على النار والنور في حين صلاتهم ودعائهم، إنّماهم يناجون ربهم ويستعينون منه بواسطة هذه الأنوار، وأنّ هذا لايخل بتوحيدهم بأي وجه من الوجوه، كما يتوجه أتباع سائر المذاهب في حين صلاتهم الى الكعبة ولا ينبزهم بذلك أحد بالشرك وعبادة الأحجار أو التراب»[1].

ثم يشرح الموبد أردشير آذر گشنسب فوائد النار الواضحة بعنوان أنّها عنصر شريف و مقدس، وبعد ذلك يقول: «وعلى أي حال، فإنّما تيسر كل هذا التقدم للإنسان القديم بمساعدة النيران الحمراء والمحرقة، وعلى هذا فهو كان على حقّ إذ أذعن للنار بحرمة فائقة و حسبها رسالة سماوية أُنزلت عليه لمساعدته، وبنى لها المعابد وجعلها مشتعلة دائماً لايطفئها بل يمنع من إطفائها» (122).

ونجيب الموبد أردشير آذر گشنسب فنقول: نعم إنّ الله هو نور الأنوار، لكن لابمعنى أنّا نقسم الأشياء الى قسمين: أنوار وظلمات، ونحسب أنّ الله هو نور الأنوار وليس نوراً للظلمات! بل إنّ الله نور الأنوار يعني: بما أنّ الوجود يساوى النور بالنسبة الى الظلام الذي يساوى العدم، لهذا نقول إنّ الله هو نور الأنوار، ونقول: اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‌[2] ولا فرق في هذا بين النور المحسوس كالنار والشمس والقمر والمصباح وبين الحجر والتراب وليس معناه أنا إذا توجهنا الى النار نكون قد توجهنا الى الله أما إذا توجهنا الى الحجر نكون قد توجهنا الى غير نور الأنوار.

يقول هذا الموبد المجوسي: «إنّ الزرادشتيين يتوجهون الى الله بواسطة النار»!

وأنا أقول: لكن التوحيد أن لايجعل الإنسان لإقباله على الله واسطة بينه وبين الله إذ يقول: وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ‌[3] فلا يلزم بل لا ينبغي أن يجعل الإنسان بينه وبين الله واسطة للإقبال عليه دائماً.


[1] مجلة هوخست المجوسية الفارسية التي تصدر بطهران، العدد 2 من السنة الثامنة: 29 ارديبهشت 1348 هش.

[2] سورة النور: 35.

[3] سورة البقرة: 186.

نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 256
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست