responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 199

وأصبحت المزدكية بعد هذا فرقة سرّية بقيت على قيد الحياة، وظهرت في الإسلام بعد الساسانيين مراراً عديدة»[1].

تحطّمت فرقة المزدكيين بالقوة العسكرية في الظاهر، ولكنها بقيت كالجمر تحت الرماد. ونقطع أن لو لم يظهر الإسلام لكان يظهر هذا الدين المزدكي مرّة أُخرى؛ وذلك لما فيه من خواص اشتراكية، إذ كانت تلك العلل التي سببت ظهور هذا الدين والتفاف الناس حوله بتلك السرعة باقية لاتزال. إنّ دين مزدك لم يكن يختلف عن دين زرادشت في شي‌ء بالنظر الى الأُصول الفكرية والعقائدية في خلقة الإنسان والعالم، فكان على المستوى نفسه إن لم يكن اعلى، ولهذا فلم تكن الجاذبية فيه بأقل منها عما في الزرادشتية وسائر الأديان السائدة، أما من ناحية التعاليم الاجتماعية فقد كان دين مزدك على عكس دين زرادشت الذي كان يقف دائماً الى جانب الأقوياء والمقتدرين، ولهذا فقد كان لدين مزدك بين عموم الناس جاذبية أكبر وأكثر. إنّ أثر القوّة العسكرية أثر مؤقت لايدوم. فلا يمكن أن يكون هو العامل الأصيل في انقراض المزدكيين، بل إنّ العامل الأصيل في ذلك هو الإسلام بصفته ديناً توحيدياً أتى بأُصول ومباني خاصة في خلقة الإنسان والحياة والخالق لم تكن محل قياس بالنسبة الى أُصول مزدك، وكان في تعاليمه الاجتماعية مستنداً الى العدل والمساواة من دون أن يشتمل على ما في المزدكية من إفراط متطرّف؛ ولهذا فقد كان يحتوى على جاذبية أكبر وأكثر من المزدكية فكرياً واجتماعياً؛ ولهذا فقد توجه عامة الإيرانيين الى اعتناق الإسلام عوضاً عن المزدكية. ووجدت الأرضية المساعدة جاذبية المزدكية على عهد خلفاء الجور الأُمويّين والعباسيين الذين اتخذوا سنة قيصرية وكسروية؛ إلّا أنّ التفاف عامة الناس الى الفصل بين حساب الإسلام وهؤلاء الخلفاء لم يفسح المجال للمزدكية. ولهذا فنحن نرى على راية أبي مسلم الخراساني‌


[1] إيران در زمان ساسانيان: 384- 386.

نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست