نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى جلد : 1 صفحه : 200
- إذ أعلن
هؤلاء الإيرانيون ذوو الأعلام السوداء نهضتهم لانقاذ الإسلام من شر خلفائه
الجائرين في أواخر أيام الأُمويّين وبالضبط في يوم عيد الفطر- الأوّل من شهر شوال
سنة 129 ه- في قرية «سفيد ج» من نواحي «مرو»- نرى على رايتهم هذه الآية الكريمة: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ
ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ[1] وتقدم سليمانبن كثير أحد قوادالنهضة بأمرأبي
مسلم الخراساني لإقامة صلاة الفطر والخطبة وأعلن الثورة ضد الخلفاء الأُمويّين في
خطبة صلاة العيد. فلو كان لدين مزدك بين الإيرانيّين إذّاك جاذبيةلما كانت هناك
فرصة مؤاتية أحسن من تلك الفرصة التاريخية لظهور الاتجاه نحو المزدكية، إلّا أننا
حينما نلاحظ التاريخ نجد أنّ ثورات التحرّر الإيرانية على عهد الإسلام كانت تستند
الى الإسلام نفسه دون المزدكية وغيرها.
والسبب
في انقراض المزدكية بصورة نهائية كالمانوية، وعدم بقائها ولو بصورة أقلّية دينية
كالزرادشتية؛ هو ما قلناه في سبب انقراض المانويين: وهو أنّ المسلمين لم يكونوا
يحسبون المزدكيين من أهل الكتاب ولم يعتبروا للمزدكية أصلًا سماوياً، بل كانوا
يعدّونها نوعاً من الزندقة كالمانوية. ولهذا فلم تتمكن المزدكية من البقاء حتى
بصورة أقلّية دينية كالزرادشتية. من دون أن ننكر أنّ التطرف الإفراطي في المزدكية
سواء من الناحية الأخلاقية والمعنوية والروحية كالرياضة الروحية والزهد المزدكي،
وسواء من النواحي الاجتماعية والاشتراكية الإباحية المطلقة، ... كان عاملًا آخر
لانقراض هذا الدين.
الدّين
البوذيّ
ولد
قبل حوالي 25 قرناً من الزمان في سفوح جبال هملايا من الهند، وبين أُناس يعرفون
باسم: «سياكيا» وليد لأحد ملوكهم، كان ربيب نعمة وترف حتى الثلاثين من